امتنع العديد من المسيحيين النيجيريين هذا العام عن الذهاب إلى الكنائس خوفا من هجمات محتملة عليهم من قبل جماعات متشددة وخاصة جماعة (بوكو حرام)، فى الوقت الذى ضاعفت فيه قوات الأمن إجراءاتها لحماية المواطنين وممتلكاتهم. وقال عدد من المواطنين المسيحيين - لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بأبوجا - "إنهم لن يستطيعوا الذهاب إلى الكنائس هذه الأيام بسبب الأوضاع الأمنية، وخاصة أن مثل هذه الأيام من العام الماضى شهدت هجمات على عدد من الكنائس راح ضحيتها العديد من المواطنين". وذكر أحد المواطنين أن تدهور الأوضاع الأمنية والتفجيرات التى شهدتها بعض المدن النيجيرية خلال الأيام الماضية والاعتداءات التى طالت حتى مقرات شركات الاتصالات ، جعلته يبقى هو وأسرته فى منزله، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن هجمات الجماعة لا تميز بين مسلم ومسيحى. بالإضافة إلى هجمات الجماعة، فإن البلاد شهدت خلال الأيام الماضية عمليات اختطاف بالجملة طالت العديد من الأجانب من كوريا الجنوبية ولبنان وفرنسا وإيطاليا والهند، بالإضافة إلى بعض كبار السن مثل والدة وزيرة المالية النيجيرية نجوزى اويلا (83 عاما) والتى اختطفها مسلحون منذ أسابيع لمدة 6 أيام. وأدى التدهور الأمنى وعمليات الاختطاف إلى جعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذر مواطنيها من السفر إلى نيجيريا وخاصة أثناء احتفالات البلاد بأعياد الميلاد، حيث قال بيان للخارجية الأمريكية "إن المواطنين النيجيريين قد يتعرضوا لعمليات اختطاف أو سرقة أو هجمات".. مشيرا إلى حدوث هذه العمليات فى ولايات (بايلسا، والدلتا، وايدو، وبلاتو، وجومبي، ويوبي، وكادونا، وبوتشي، وبرنو، وكانو). وأعلن الجيش النيجيرى أمس اكتشاف وتفجير كميات كبيرة من القنابل التى تم زرعها فى مناطق مختلفة فى مدينة (كانو) بشمال البلاد من قبل أشخاص يعتقد أنهم أعضاء فى (بوكو حرام)، حيث قال العميد الياسو ابا قائد اللواء الثالث فى الجيش بالمدينة التى تقطنها أغلبية سكانية مسلمة "إن رجال الجيش قاموا بعمليات بحث مكثفة عن المتفجرات والأسلحة خلال الأيام الماضية قبل احتفالات البلاد بأعياد الميلاد وذلك لمنع هجمات محتملة من قبل أعضاء الجماعة التى تصفها الحكومة بالإرهابية". ورغم عمليات التفجيرات والاختطاف، طلب الرئيس النيجيرى جودلاك جوناثان من أبناء شعبه عدم فقدان الأمل فى مستقبل مشرق للبلاد والتفاؤل بمستقبل أفضل، حيث قال "إن قوات الأمن ضاعفت جهودها للتغلب على مشكلة الانفلات الأمنى الناجم عن قيام بعض المتشددين بشن هجمات فى العديد من مناطق البلاد وخاصة فى الشمال التى تقطنه أغلبية سكانية مسلمة". وقال مصدر أمنى "إن المسئولين عن الأمن فى الولايات المختلفة عقدوا اجتماعات مع الحكام لبحث أفضل الوسائل لتوفير الأمن للمواطنين وممتلكاتهم"، مشيرا إلى منع الدراجات البخارية فى العاصمة أبوجا وفى عدد من المدن الكبرى الأخرى وخاصة أن المتطرفين واللصوص يستخدمون هذه الدراجات فى تنفيذ جرائمهم وفى عمليات سطو مسلح. وأوضح أن المسئولين فى عدد من المدن قرروا منع تجارة واستعمال الألعاب النارية فى الأعياد للحفاظ على الهدوء وخوفا من إساءة استخدامها.