كشف مصدر أمنى بوزارة الداخلية اليمنية النقاب عن عودة الهدوء الحذر إلى العديد من المناطق والمدن جنوب اليمن بعد حالة التصعيد الامنى والتوتر الذى شهدته خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية حيث قتل شخصان ينتميان لقبيلة العزيبة كبرى قبائل محافظة "لحج "عقب إطلاق الرصاص عليهما من قبل مسلحين قاموا بقطع الطريق بمنطقة الدباء شمال مدينة الحوطة على خلفية مطالب حقوقية لهم لدى السلطة المحلية بالمحافظة لحج جنوب اليمن. وقد أدى الحادث إلى التوقف شبه الكامل في حركة المرورة بمعظم الطرق الرئيسية بالمناطق الجنوبية بالبلاد . على صعيد آخر قال المصدر في تصريح صحفى له اليوم إن شخصا قتل وأصيب جندي من أفراد النجدة أمس السبت اثر مواجهات مسلحة بين مسلحين قبليين وجنود حملة أمنية كانت تسعى لتحرير سيارة تعرضت للاختطاف بمنطقة النحيلة بمسيمير لحج. وقالت مصادر إن قوة من الجيش والنجدة قامت بتنفيذ حملة أمنية لتعقب مسلحين قبليين قاموا باختطاف سيارة بهدف الضغط على صاحب أحد المصانع اليمنية على خلفية مطالب حقوقية لدى المصنع ، وأثناء الحملة الأمنية تم تبادل إطلاق النار بين الجانبين ( الشرطة والمسلحون ) ما أدى إلى مقتل أحد المواطنين وإصابة احد أفراد النجدة. وعلى صعيد متصل فرقت قوات الأمن وحراسة مبنى رئاسة الوزراء بالقوة متظاهرين يطالبون بإخراج القوات العسكرية من جامعة صنعاء اليوم . وتظاهر مئات من طلاب جامعة صنعاء وعشرات النشطاء في البوابة الشرقية بجامعة صنعاء، استجابة لحملة تحت شعار "أنا نازل" ، دعا لها ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي لإنهاء ما يسمونه بعسكرة الجامعة ، ووصلت تظاهرة الطلاب إلى ساحة الحرية أمام مقر رئاسة الوزراء وهم يرددون شعارات تطالب بإنهاء عسكرة الجامعة. وقال طلاب إن جنودا أطلقوا عليهم الرصاص، واعتدوا بالضرب بالهراوات، بعد دقائق من وصول المسيرة إلى ساحة الحرية أمام مقر الحكومة. وردد المحتجون الشعارات المناهضة للحكومة اليمنية ولقوات الجيش والأمن ، وطالبوا بتدخل المجتمع الدولى لوقف ما وصفوه بممارسات انتهاك حقوق الإنسان . فى هذا السياق ، قال ناشطون سياسيون في منشوراتهم على الفيس بوك أن قوى سياسية وحزبية حاولت استغلال مسيرة الطلاب واحتجاجهم لتصفية حساباتها مع أطراف عسكرية وحزبية أخرى. وأشار الناشطون للمشاركة الكبيرة لقوى وأطراف محسوبة على الحوثيين وجبهة الإنقاذ حاولوا تحريض الطلاب ودفعهم لاقتحام مبنى رئاسة الوزراء مما جعل الأمن يتدخل لتفريقهم. في سياق متصل أدانت اللجنة التحضيرية لانتخابات اتحاد طلاب اليمن الاعتداء الذي تعرض له الطلاب أمس أمام رئاسة الوزراء، ودعت اللجنة في بيان صحفى نقلته " أخبار اليوم" ، الطلاب والطالبات إلى مواصلة التظاهر السلمي حتى تحقق مطالب طلاب الجامعة في إنهاء المظاهر المسلحة فى الجامعة ، وإخراج القوات العسكرية والأمنية المتواجدة فيها. وطالبت اللجنة بتشكيل لجنة للتحقيق في الاعتداء الذي تعرض له الطلاب والناشطون أمام رئاسة الوزراء وهم يطالبون بإخراج القوات العسكرية من حرم الجامعة. وحذرت اللجنة من محاولة تحويل جامعة صنعاء إلى ساحة صراع لتصفية الحسابات السياسية، وشكرت في الوقت نفسه منظمات المجتمع المدني والنشطاء المدنيين على تضامنهم وتفاعلهم مع طلاب جامعة صنعاء ، وأعلنت اللجنة في بيانها عن التوصل لاتفاق بين رئاسة جامعة صنعاء وقيادة الفرقة الأولى "مدرع" على خروج العسكريين من الحرم الجامعي ، على أن تتولى الإدارة العامة لحراسة المنشآت بوزارة الداخلية حراسة منشآت جامعة صنعاء. من جانبه كشف الدكتور عبد الحكيم الشرجبي رئيس جامعة صنعاء عن اتفاق أبرم مع اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع سابقا يقضي بإنهاء التواجد العسكري داخل الجامعة بصورة نهائية في فترة لا تتجاوز أسبوع ، وقال الشرجبي " إن العملية التعليمية في عموم الكليات ستبدأ السبت المقبل دون تواجد لأي عنصر عسكري داخل حرم ومرافق الجامعة وفقا للاتفاق". وأشاد رئيس الجامعة بتجاوب اللواء علي محسن مع متطلبات توفير الأجواء العلمية المواتية للعملية التعليمية وحرصه على تجنيب الجامعة الصراعات السياسية ، لافتا النظر إلى إن الاتفاق جاء بالتزامن مع مطالب طلاب الجامعة بإخلائها من أي تواجد عسكري. يذكر أن قوات من الفرقة الأولى مدرع تتواجد في جامعة صنعاء منذ انضمام الجيش الحر للثورة وحمايته للساحة. وكانت محاولات فاشلة لاقتحام جامعة صنعاء من قبل قوات الحرس الجمهوري هدفت لفض الاعتصام السلمي في ساحة التغيير المجاورة للجامعة خلال القتال الذي دار بين قوات مؤيده للرئيس السابق ونجله مع الفرقة الأولى مدرع وهو ما برر دخول الفرقة للجامعة وحمايتها في إطار حماية ساحة التغيير والثورة السلمية.