أكدت احزاب اللقاء المشترك المعارضة اليمنية رفضها المبادرة التي تقدم بها مجلس التعاون الخليجي للخروج من الأزمة الحالية التي تعيشها اليمن منذ ما يقارب ثلاثة أشهر. وقال محمد الصبري الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك ان المبادرة الخليجية خلقت من أجل أن تموت متمنيا من الخليجيين دفنها لأنها سلبت دماء اليمنيين علي حد قوله, وأعطت من اليوم الأول النظام مزيدا من الوقت ليدرب مزيدا من القتلة ليقتلوا المتظاهرين السلميين. وناشدت المعارضة اليمنية دول الخليج والجامعة العربية وأوروبا وأمريكا وكل أحرار العالم التدخل وممارسة ووقف المجازر التي ترتكبها قوات الرئيس علي عبد الله صالح ضد المعتصمين سلميا في صنعاء وتعز والحديدة. وفي غضون ذلك سادت المدن اليمنية حالة ترقب شديدة ومخاوف من التصعيد العسكري بين القوات الحكومية والمناهضين لحكم الرئيس صالح في ضوء إستعدادات الشباب لتنفيذ برنامج للزحف علي قصر الرئاسة الأسبوع القادم, في الوقت الذي بلغ فيه عدد ضحايا الاحتجاجات منذ اندلاع الثورة الشعبية في11 فبراير الماضي170 شخصا. وشهدت عددا من المدن اليمنية أمس الخميس عصيانا مدنيا شاملا استجابة لدعوات شباب الثورة السلمية المطالبة برحيل الرئيس صالح ونظامه. وقال شهود عيان أن الحركة التجارية والعامة في مدن عدن وتعز وأبين وشبوة ولحج شلت بكاملها وان المحال التجارية والمرافق الخدمية العامة والخاصة وكذا أغلقت المدارس أبوابها وامتنع الموظفون عن الذهاب الي أعمالهم. يأتي هذا في الوقت الذي عاد فيه الهدوء الحذر أمس إلي حي الإذاعة بصنعاء القريب من مقر الحكومة اليمنية بعد ليلة دامية سقط خلالها12 قتيلا ومئات المصابين بالرصاص الحي في مواجهات شرسة بين متظاهرين مناوئين للرئيس علي عبد الله صالح وقوات الأمن. وقالت مصادر المعارضة اليمنية أن قوات مدعومة بعصابات مسلحة فتحت النار علي آلاف المحتجين الذين كانوا في طريقهم إلي مقر الحكومة بصنعاء مستخدمة رشاشات ثقيلة, فيما أكدت وزارة الداخلية اليمنية أن المحتجين التابعين للمعارضة أطلقوا النار علي حراسات مبني الإذاعة في محاولة لإقتحام مجلس الوزراء بالقوة. وذكرت المصادر أن إطلاق النار علي المتظاهرين استمر حتي وقت متأخر من الليل فيما حاولت قوات موالية لصالح اقتحام ساحة التغيير قرب جامعة صنعاء حيث يعتصم عشرات الآلاف من الشباب فاشتبكت مع قوات الفرقة الأولي مدرع. وفي مدينة الحديدة سقط قتيل وأصيب عشرات بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع أمام مبني المحافظة بعد أن فتحت القوي الأمنية النار علي آلاف من المحتجين.