سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المصريون تحاور المتحدث باسم جماعة أهل السنة السيناوية فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها مصر كان لابد من الاطمئنان على بوابة مصر الشرقية والظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية التى تعيشها ''سيناء''، من خلال الرموز السيناوية
فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها مصر كان لابد من الاطمئنان على بوابة مصر الشرقية والظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية التى تعيشها ''سيناء''، من خلال الرموز السيناوية. "المصريون" التقت بالشيخ حمدين فيصل المتحدث باسم جماعة أهل السنة والذى سبق اعتقاله خلال أحداث تفجيرات سيناء 2004 لنتعرف على رأى جماعته فى المشهد الحالى بسيناء ومدى تأثير الأوضاع التى تشهدها مصر على سيناء وأمنها واستقرارها. كما تحدث عن حادث رفح المأساوى والتوتر الذى خيم عليهم عقب حدوثه، كما تطرق إلى طبيعة العلاقة بين السيناويين وأهل غزة فى فلسطين وحقيقة توطينهم فى سيناء . والآن إلى الحوار: كيف أثرت مجمل الأوضاع السياسية الملتهبة فى مصر على الوضع السيناوى ؟ مما لاشك فيه أن سيناء لابد وأن تتأثر بالأحداث السياسية التى تمر بها مصر ولكنها أقل سخونة عن المحافظات الأخرى كالقاهرة أو الإسكندرية والسويس فألأحداث هنا هادئة نسبياً ويرجع ذلك إلى أن أغلب سيناء تيارات إسلامية سواء من جماعة الإخوان أو السلفيين أو أهل السنة، كما أن نسبة المعارضين قليلة ووضح ذلك فى نتيجة الاستفتاء على الدستور حيث بلغت نسبة تأييد الدستور 80 % بشمال سيناء و 64 % بالجنوب. ولكن البعض يقول إن هذا الدستور مفصل على مقاس الإخوان حتى يسهل لهم الاحتفاظ بالسلطة موضوع الاحتفاظ بالسلطة شىء طبيعى لأنهم يمثلوا الأغلبية والحزب الحاكم وبديهياً سيبحثون عن مكاسب وسيحرصون على الحفاظ على مكتسباتهم، ولكن ما صنعوه بأيديهم من امتيازات لهم بالدستور – إن صح ذلك - قد ينقلب عليهم فدوام الحال من المحال ولا يوجد أى شخص يستديم فى موقعه ولكن أين مكاسب الإخوان السياسية فى الدستور الجديد ؟ هذا مجرد تساؤل منى. وما توقعاتك لنتيجة الاستفتاء والسيناريوهات المتوقعة فى الحالتين سواء بنعم أو لا ؟ مبدائياً أنا أتوقع أن نسبة الموافقة قد تصل إلى 70 % فالنتائج حتى الآن مبشرة وتسير بصورة جيدة مما سيؤدى إلى عودة الهدوء والاستقرار فى البلاد ودوران عجلة الإنتاج أما أذا صوتت الأغلبية ب " لا " وهذا شىء مستبعد فاتوقع حدوث بعض المشاكل ووقوع أحداث ساخنة حتى يتم وضع دستور جديد والاستفتاء عليه . ولكن البعض ينادى الآن بإسقاط شرعية الرئيس مرسى كيف تنظر لذلك ؟ كلام مرفوض تماما فأنا ضد من ينادى بإسقاط شرعية الرئيس حتى وإن لم ينفذ بعض ما وعد به الشعب أو اتخذ قرارات وتراجع عنها فلابد وأن يأخذ فرصته كاملة مدة الأربعة أعوام وبعدها نحاسبه. وأحب توضيح نقطة مهمة فنحن نرفض استخدام العنف كما أذيع على لسان بعض رموز من الجهاديين واعتقد أن ما يقصدونه من الجهاد فى سبيل الله هو الجهاد السياسى وليس إراقة الدماء فكلنا مصريون سواء كنا معارضين او مؤيدين. ملف " التطرف والعنف " من الملفات الشائكة التى تفرض نفسها بقوة على الساحة السيناوية كيف ترى التعامل معه ؟ خطة احتواء تلك الجماعات الجهادية والتكفيرية فى سيناء تكمن فى تكوين لجنة دائمة تتألف من مجموعة من السياسيين المحبوبين للمجتمع السيناوي، وعلى رأسهم الدكتور عبد الله الأشعل ومحمد الظواهرى وطارق الزمر ونبيل نعيم مؤسس الجهاد فى مصر وجميع الرموز الدينية المؤثرة الذين لهم ملفات سابقة فى قضايا الجهاد، وأن تكون مهمتهم بحث جميع قضايا الإسلاميين، ويكون قرارها ملزما للرئاسة ومؤسسات الدولة الأمنية خاصة الجيش والشرطة. ولكن هناك حالة من العداء المتبادل بين قوات الأمن والشرطة وأهل سيناء . بالفعل هناك ثأر قديم موجود بين الطرفين يرجع إلى الأحكام الغيابية التى طالت الكثير ظلمًا وكان لابد من فحص تلك الأحكام من جديد. كما أن التفجيرات التى شهدتها سيناء ومجزرة ضباط وجنود رفح كانت بمثابة الشرارة فلم يسلم بيت فى شمال سيناء من المداهمات العشوائية وقامت قوات الأمن بشتم النساء وتعذيب الرجال أمام منازلهم بالتعليق فى الشجر والضرب والصعق بالكهرباء حتى ينطق بأى معلومة. كما قامت قوات النظام الفاسد القديم باستهداف الكثير من أبناء سيناء والقبض عليهم بدون أدلة وتحقيقات وقتلوا 45 منهم بدم بارد منهم اثنتان من النساء الحوامل ونحن نعتقد أنه لم يتغير فكر وأسلوب أجهزة الأمن والشرطة حيث مازالوا يقومون بارتكاب الحماقات من مداهمة المنازل وغيرها. وكيف أثر هذا الاحتقان الذى أشرت إليه على مجمل الأوضاع الأمنية فى سيناء ؟ هذا الاحتقان أدى إلى وجود مناطق فى أطراف سيناء كمدينة رفح والشيخ زويد وجنوب الجوره وهى مناطق مترامية بعيدة عن السيطرة الأمنية حيث تعانق فيها أصحاب المصالح من المهربين والمجرمين من ذوى الجريمة المنظمة مع الذين خرجوا من المجتمع خوفا من الملاحقات الأمنية ومن بطش وظلم النظام السابق وحملوا السلاح وقضية حمل السلاح شىء فى غاية السهولة على أهل سيناء نظرا لتوفره وهذا أمر لا يمكن إخفاءه فأغلب البيوت فى سيناء بها سلاح لأننا نعيش فى مجتمع بدوى قبلى صحراوى قبضة الأمن عليه متراخية وكثير من الناس فى حاجه لحماية أنفسهم وزوجاتهم وأهل بيتهم وممتلكاتهم وردع المعتدين. ولكن المواطن المصرى خارج سيناء يريد الاقتراب أكثر من هذه الوضعية الأمنية المتوترة منذ 7 سنوات قبل الثورة وبعض المناطق فى سيناء لا يستطيع الأمن دخولها كالمهدية والعجرة ومناطق فى الجورة لتواجد السلاح الثقيل بها وقد حدثت مواجهات عديدة بالفعل بين أهل تلك المناطق والأجهزة الأمنية أسفرت عن ابتعاد الشرطة عنهم بالعامية كده ( ريح رجل الأمن دماغه ) عن دخوله فى تجربة محفوفة بالمخاطر وتلك المناطق سميت مناطق محررة من قبضة الأمن كما ينظر لها باعتبارها مأوى الإرهابيين، فاجتمع فيها فصيلان وهما العناصر الخارجة عن القانون من وجهة نظر الأمن أو الهاربين من الظلم والمعتقلات وتلفيق التهم وعناصر من المطاريد والهاربين الجنائيين ومن الطبيعى أن يتلاقيا فى مناطق واحدة، وحتى تلك اللحظة لا تستطيع الشرطة دخول تلك المناطق وأؤكد أنه حتى بعد 10 سنوات لن تستطيع دخولها وحتى نكون منصفين فالشرطة فى الأساس لا تهتم بها فهى مناطق محروقة من وجهة نظرهم، ونحن نعلم جيداً أن أجهزة الأمن كانت تغض البصر عن الكثير من الجرائم حتى يظل المجتمع على هدوءه، فيوجد مثلا 1500 نفق ما بين سيناءوغزة وتلك ألأنفاق كانت موجودة فى وقت اشتداد القبضة الأمنية سواء من الشرطة والجيش وأجهزة المخابرات ومع ذلك كان يغض البصر عنها لأنها تدعم غزة بالموارد الضرورية والأساسية واستمرت حتى بعد أن اكتفت غزة من الوقود والأشياء الأخرى وأصبحت مصر هى التى تعانى من أزمة وغزة ليس فيها أزمة وهذا ليس خافيا على أحد فأصبحنا الآن نحصل على البنزين والسولار من غزة فمما لا شك فيه إننا ندفع ثمن هذه الخروقات عن القانون والدولة تخسر كثيرا. ولكن الأهم من ذاك إننا نبحث الآن عن مثلث الاستقرار ونعانى من افتقاده وهو الأمن والتنمية ومرجعية الدين الذى لا يفرق المجتمع. ظاهرة الاتجار بالبشر باتت ظاهرة مقلقة للغاية ما وضعها الآن ؟ ظاهرة الاتجار بالأفارقة تحدث فى منطقة مكشوفة على حدود النقب من بعد معبر كرم أبو سالم حتى طابا وهى حدود مفتوحة وتحدث فيها أيضا تجارة بينية فمثلا: كيلو الهيروين الخام يباع بما يوازى 5 آلاف دولار وعند بيعه وتسويقه فى الداخل يصل إلى أكثر من مليون جنيه وتلك المنطقة المفتوحة يدخل منها الهيروين والمخدرات من إسرائيل وحتى الجواسيس والقتلة والمهربون وفى رأيى أن من قاموا بتنفيذ مجزرة رفح دخلوا من تلك المنطقة وهم من ضباط الموساد الذين قتلوا ضباط وعساكر نقطة الحدود فى رفح. ولكنى لا استطيع الجزم بأن تلك التجارة انتهت لكنها قلت كثيرا عن ذى قبل فنحن نبذل قصارى جهودنا لتوعية من يعملون فى تلك التجارة بأنها مخالفة للدين وللقيم والأخلاقيات وكل الأعراف التى نعرفها ونشأنا عليها وبالفعل تاب العديد من التجار ومازالت مساعينا مستمرة. كثير من وسائل الإعلام تتحدث عن توطين أهل غزة فى سيناء ما مدى صحة هذا الكلام ؟ هذا غير صحيح بالمرة فنحن مع أهل غزه قلباً وقالباً فى محنتهم ونساعدهم ونمدهم بكل احتياجاتهم من غذاء ودواء وغير ذلك ولكن نحن ضد فكرة أن نفرط فى شبر واحد من أرضنا لأى مخلوق فأرض مصر لأبنائها فقط والفلسطينيون أنفسهم يرفضون تلك الفكرة فهم مصممون على تحرير بلادهم والعيش فيها. تردد فى بعض وسائل الأعلام أن الأجهزة الأمنية استعانت بحوالى ثلاثة آلاف بدوى للتعاون معها فى تأمين سيناء هل هذا صحيح ؟ هذا العرض قدم كاقتراح من قيادات بأجهزة ألأمن لكبار مشايخ البدو ولكن تم رفضه من ناحيتنا لأن تأمين سيناء والبلد بصفة عامة هو دور الشرطة فقط والبدو من ضمن رعاياها فهم الذين يقومون بحمايتنا وليس العكس كما أن ذلك العرض ولو تم قبوله كان سيجعل أهل سيناء فى مواجهة مع بعضهم البعض حتى لو كان من نتصدى لهم من الخارجين على القانون وهذا شىء لن نسمح به نهائيًا.