التقى المبعوث الأممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي في القاهرة اليوم الثلاثاء الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وبحث معه تطورات الوضع في سوريا، وذلك في وقت جددت فيه روسيا موقفها بأن الشعب السوري وحده يحدد مصير بلاده، بينما دعت بريطانيا لإعادة النظر في حظر تزويد المعارضة السورية بالسلاح. وقال مصدر في الجامعة إن الابراهيمي والعربي بحثا الجهود المبذولة حاليا للتعامل مع الوضع في سوريا في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الإبراهيمي مع مختلف أطراف الأزمة ونتائج محادثاته الأخيرة مع مسؤولي وزارات الخارجية في موسكو وواشنطن التي جرت في جنيف، وكذلك نتائج مباحثاته مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وتأتي هذه المحادثات بعد إعلان فاروق الشرع نائب الرئيس السوري أن أيا من طرفي النزاع في سوريا لن يستطيع حسم الأمور عسكريا. وقال الشرع في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية نشر أمس الاثنين إنه ليس في إمكان كل أطراف المعارضة حسم المعركة عسكريا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسما، داعيا إلى "تسوية تاريخية" تشمل الدول الإقليمية وأعضاء مجلس الأمن. وفي جدة قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الثلاثاء إن القضية السورية باتت في "بداية النهاية"، داعيا القيادة السورية مرة أخيرة إلى "التضحية من أجل الشعب"، مستبعدا في الوقت ذاته فتح المنظمة مكتب تمثيل للمعارضة. الموقف الروسي وفي موسكو جددت روسيا التزامها بموقفها القائل إن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري فقط، وأن أي تدخّل خارجي سيؤدي لتصعيد الوضع. ونقلت وسائل إعلام روسية اليوم عن إلياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي قوله خلال لقائه حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية بموسكو إن مجلسي البرلمان الروسي والخارجية الروسية والحكومة ورئيس الدولة ملتزمون بخط وموقف موحد حيال الحالة السورية. وذكر أن الكثير من المواطنين الروس يعيشون في سوريا، ولذلك بالنسبة لروسيا فإن الوضع يحمل بعداً إنسانياً أيضاً. وكان عبد اللهيان قال في مقابلة أجرتها معه إذاعة صوت روسيا إن إيران تقترح إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في سوريا، وسوف تقدم هذا الاقتراح كخطة لحل الأزمة السورية في اللقاء المنتظر مع وزارة الخارجية الروسية. وأوضح أن موعد الانتخابات يجب أن يتم تحديده نتيجة الحوار بين الحكومة السورية والأطراف المعارضة غير المتورطة في ما سماها عمليات إرهابية. كما قال نائب الوزير الإيراني إن اقتراح بلاده يتألف من ستة بنود تتضمن إجراء انتخابات برلمانية أولاً ومن ثم رئاسية في سوريا، على أن يبقى الرئيس بشار الأسد إلى ذلك الحين رئيساً للبلاد. ومن المقرر أن يلتقي عبد اللهيان نظيره الروسي ميخائيل بغدانوف خلال زيارته الحالية لموسكو. تسليح المعارضة من ناحية أخرى أفادت صحيفة إندبندنت البريطانية اليوم الثلاثاء أن رئيس الوزراء ديفد كاميرون دعا إلى إعادة النظر في الحظر المفروض على تزويد المعارضة السورية بالسلاح واستكشاف جميع الخيارات لدعمها وتوفير حماية أفضل للمدنيين. وقالت الصحيفة إن كاميرون أبلغ مجلس العموم (البرلمان) أن بلاده ودولاً أوروبية أخرى ستقوم بمراجعة الحظر المفروض على الأسلحة في سوريا، وأن القادة الأوروبيين اتفقوا في اجتماعهم الأسبوع الماضي على أن هناك ضرورة أخلاقية لاتخاذ إجراء في سوريا. ونسبت الصحيفة إلى كاميرون تشديده على عدم قبول استمرار الوضع كما هو عليه الآن، وتعهّد الاتحاد الأوروبي بالعمل من أجل مستقبل ديمقراطي واسع التمثيل لسوريا يدعم بشكل كامل حقوق الإنسان والأقليات. كما نقلت الصحيفة عن كاميرون تحذيره من تنامي ما سماها الجماعات المتطرّفة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، لافتاً الى وجود من وصفهم بإرهابيين مرتبطين بعناصر من المعارضة السورية، ووجود أدلة قوية جداً على أن جماعات في المعارضة السورية المسلّحة تأخذ وجهات نظر غير مقبولة مما سماه التطرّف الإسلامي. وعلى صعيد آخر قال مندوب سوريا الدائم بالأمم المتحدة في رسالة إلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ومجلس الأمن إن بلاده تشعر "بقلق حقيقي" من احتمال أن تقوم بعض الدول بتزويد "جماعات متطرفة" بأسلحة كيميائية ثم تدعي بعد ذلك أن الحكومة السورية هي التي استخدمتها. واتهم السفير بشار الجعفري الحكومة الأميركية أيضا بدعم "إرهابيين" في سوريا، والقيام بحملة ترويج لإمكانية استخدام دمشق مثل تلك الأسلحة.