فراج إسماعيل يوم الأربعاء الماضي بثت وكالة الأنباء الفرنسية خبرا نقلته عنه بعض القنوات الفضائية العربية مثل قناة العربية التي ظلت تبثه طوال نهار الخميس، كذلك تم بثه في منتصف ليلة الأربعاء عبر خدمة "موبايل قناة العربية" باللغتين العربية والانجليزية. كان نص الخبر أن لاعب الزمالك معتز اينو انتقل رسميا إلى الاهلي في صفقة من المتوقع أن تزيد من مشاكل الزمالك. عصر الخميس تحدثت هاتفيا مع زميلنا الناقد الرياضي خالد العشري بجريدة المساء لاستفسر منه عن هذا الخبر والذي يمكن أن يكون تكرارا لموضوع انتقال اللاعب السابق رضا عبدالعال إلى الأهلي والذي أثار في حينه ضجة كبيرة، خاصة أن الوكالة الفرنسية نسبت الخبر إلى مصادر قريبة من معتز اينو. خالد العشري اتصل بمهندس صفقات النادي الأهلي عدلي القيعي الذي نفى هذا الخبر تماما قائلا إن الزمالك لا يمكن أن يفرط في هذا اللاعب الذي لا يزال له موسم في عقده! حسام البدري أمس نفى أيضا التفاوض مع اينو أو محمد أبو العلا لكنه قال إن من حق ناديه ضم اللاعبين الذين يدعم بهم صفوفه ويفيدونه خاصة وأنه أصبح نادي بطولات وأرقام قياسية، وهاجم الذين ينتقدون الأهلي بسبب تدعيمه لصفوفه قائلا إنه ليس ذنبه أنه يملك الاغراءات التي يسيل لها لعاب لاعبي مصر، من حيث المال والجماهيرية وسجل البطولات المتخم! وليس ذنبه - والكلام للبدري أيضا - أن مسؤولي الأندية الأخرى لا يستطيعون الحفاظ على لاعبيهم واقناعهم بالبقاء، أو أنهم اقل في قدراتهم المالية من الأهلي الذي لا يسعى لتكديس اللاعبين على الدكة، فعدد لاعبيه المقيدين 23 أو 24 لاعبا وبالتالي فانه لن يضم سوى 5 أو 6 لاعبين، مشيرا إلى مبالغة كبيرة في هذا الشأن ومؤكدا أن الأهلي سيستمر في تدعيم صفوفه لأنه حقق أرقاما قياسية وانجازات محلية وأفريقية ومطالب وهو يمثل مصر بأن لا يتوقف عند نقطة معينة كما يريده المنتقدون! سأبدأ من حكاية معتز اينو.. معلوماتي تؤكد أن مفاوضات جرت معه بالفعل من مسئول كبير في الأهلي، وهذا يكذب كلام البدري بأن ناديه لا يتفاوض مع لاعبين متعاقدين مع أنديتهم، فهو لا يقول الحقيقة، خاصة أن القاصي والداني عرف بالمفاوضات التي جرت بين عدلي القيعي وأحمد فتحي وكذلك مفاوضاته مع سيد معوض وهما متعاقدان مع ناديهما! المسئول الكبير في الأهلي أخذ بالفعل توقيع معتز اينو قبل الهنا بسنة، يعني قبل انتهاء عقده، وهو توقيع سيظهر في الوقت المناسب، وأنا استغرب ان الخبر الذي بثته قناة فضائية عربية كبيرة وخدمتها على الموبايل نقلا عن وكالة أنباء دولية شهيرة لم يجد أي رد فعل من الاعلام القاهري، ولم يصدر له أي نفي رسمي لا من الأهلي ولا من الزمالك، فقد تحدث عنه حسام البدري على أنه اشاعة مفاوضات، بينما الخبر يقول إنه انتقال، إما نفي القيعي فقد جاء في إطار حديث هاتفي ودي مع خالد العشري ردا على استفسار من الأخير! لكن من الذي سرب هذا الخبر؟.. هل هو اينو نفسه أم والده، أم مسؤول كبير في الزمالك في إطار حرب الأعصاب بين جيش المعينين وأقلية المنتخبين في مجلس الإدارة؟! الحرب الطائفية في الزمالك ستستمر حتى العاشر من أغسطس القادم وهو الموعد الذي حدده مجلس إدارة المعينين لإجراء الانتخابات التكميلية، ولم يحضر هذا الاجتماع مرتضى منصور والأعضاء المنتخبون الأربعة، وقد حدثت مشادات بين أعضاء في الزمالك مؤيدين للمنتخبين وآخرين مؤيدون للمعينين، ورفعت لافتات تقول لهم "بره.. انتم دخلاء على النادي"! مجلس الإدارة فوض مرتضى منصور بإنهاء الصفقات الجديدة، وهو تفويض لا قيمة له، لأن خزينة الزمالك خاوية تماما كما يقول العضو المنتخب محمد السكري، فلجنة تنمية الموارد كانت قد انسحبت مع خروج مجلس الإدارة المعين، والبوتيكات الأربعة التي تم بيعها تراجع بعض مشتريها عن إتمام الصفقات بدون سبب مفهوم، وليس هناك طريق يمكن بواسطته في الوقت الحالي دعم خزينة خاوية على عروشها، فكيف يتفاوض مرتضى منصور ومن أين تمول تلك الصفقات، وكيف لا يمكن أن يطير معتز اينو بسهولة شديدة، خاصة أن يمكنه التوقيع رسميا في يناير القادم للأهلي! أنا لا أتصور ناديا كبيرا يصل الى هذا الوضع إلا إذا كانت هناك أياد تخرب فيه، وهي أيدي الجهة الإدارية الممثلة للحكومة كما قلت مرارا، وقد أحكمت قبضتها بالفعل، وتحدت إرادة الديمقراطية الممثلة في الجمعية العمومية، وسيطرت بواسطة المعينين الثمانية على الأوضاع، وتعمل بكل قوة على تشويه صورة المنتخبين بقيادة مرتضى منصور، وتم تسريب خبر معتز اينو في اطار حرب أعصاب على أعضاء وجماهير الزمالك، وهي حرب لا تجيدها سوى الحكومة التي تسعى حاليا لعملية انقلاب جديدة على الديمقراطية يتم فيها الإطاحة بمرتضى منصور، وهكذا طالبه رؤوف جاسر بأن يجري الانتخابات على منصب الرئيس أيضا، وأنه في هذه الحالة سينزل الانتخابات منافسا له! كنت أتمنى من مسئولي القلعة الحمراء ألا يدخلوا في هذه الحرب القذرة، فهو ناد جماهيري، من الأفضل له أن يمثل البؤساء الذين يتمنون يوما يرون فيه حكومتهم الظالمة وقد نال منها دعاء الملايين الغلابة. كنت أتمنى من حسام البدري ألا يفتخر بقوة اغراءات ناديه، وقدرته على خطف لاعبي الأندية الأخرى، أو اغرائهم بالانتقال إليه، حتى لا يزعلوا من كلمة "الخطف" التي تثير حاسة العطس عندهم!.. فلو كانت هناك عدالة يا حسام لقيل لكم "من أين لكم هذا"؟!.. فالأهلي لا يعيش في كوكب آخر ملئ بخزائن على بابا، بينما الآخرون ومنهم النادي الجماهيري المنافس يعانون الفاقة والفقر وقلة الحيلة! [email protected]