نفي ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية ، في تصريحات خاصة ل " المصريون" ، أن تكون لأي تنظيمات إسلامية معروفة في مصر مثل الجهاد أو الجماعة الإسلامية أي دور في تفجيرات شرم الشيخ. وشدد إسماعيل على أن الجهة التي وراء هذه العمليات هي في الغالب تنظيم جديد ولد في سيناء نفسها ويمتلك قوة مادية وتقنية عالية واحتراف شديد. ورأى إسماعيل أنه من المرجح أن هذا التنظيم نشأ بعد الإجراءات المتعسفة التي اتخذتها أجهزة الأمن بحق سكان المحافظة عقب تفجيرات طابا ، حيث تم التعامل مع المواطن السيناوي بكل قسوة مما نتج عنه اعتقال أكثر من 3 آلاف مواطن ، ووقوع اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومسلحين من قبائل المنطقة . وأوضح أن هذه الإجراءات خلقت غليان داخل سيناء كان من نتائجه خروج مثل هذا التنظيم والذي تجيد عناصره استخدام السلاح بالوراثة حيث تعتبر سيناء منطقة حروب وأيضا يستطيعون الحصول على السلاح بسهولة. وأشار إسماعيل إلى البيان الذي نشر على أحد مواقع الانترنت ، وأعلنت فيه جماعة تطلق على نفسها جماعة "مجاهدو مصر" مسئوليتها عن هذه التفجيرات . وتوقع إسماعيل أن تقوم أجهزة الأمن بتكرار سيناريو الاعتقالات التي أعقب تفجيرات طابا ، مشيرا إلى أن الحكومة لا تستفيد من الأحداث ولا تأخذ العظة . وحذر ممدوح إسماعيل من أن ذلك سيحمل الدولة أعباء شديدة وسيزيد أعمال العنف وحالة الاحتقان في الشارع السيناوي. من جانبه ، أكد المحلل السياسي الدكتور محمد السيد سعيد أن تفجيرات شرم الشيخ تحمل رسالة مركزية مفادها : أن الجماعات المسلحة التي ظلت لفترة طويلة في موقف الدفاع ، قد انتقلت إلى الهجوم ، وأنها باتت تملك زمام المبادرة عبر أذرعها الممتدة عبر مختلف قارات العالم ، وهو ما تمثل في سلسلة الهجمات التي ضربت العاصمة البريطانية لندن ، وقبلها تفجيرات مدريد ، واليوم تفجيرات شرم الشيخ ، فضلا عن التواجد الواسع والقوى لتلك الجماعات في العراق . لكن سعيد ، شدد في الوقت نفسه على أن تواجد تنظيم القاعدة في مصر محدود للغاية ، مرجحا أن يكون منفذي تلك التفجيرات من جنسيات غير مصرية ، وبالتحديد فلسطينية في الغالب . واستبعد سعيد ما ذهب إليه البعض من الربط بين توقيت التفجيرات وبين ما تردد عن أن الرئيس كان ينوي اليوم الإعلان اليوم عن خوض انتخابات الرئاسة المقبلة ، مشيرا إلى أن ذلك ربما يكون أمرا ثانويا ، في ضوء تبني الجماعات التي تقف وراء تلك الهجمات لأجندة أوسع بكثير من مستجدات وتطورات الداخل المصري . ودلل سعيد على ذلك ، بأن الجماعتين اللتين أعلنتا مسئوليتهما حتى الآن عن التفجيرات ، تحملان أسماء ترتبط بالقضية الفلسطينية أكثر من كونها مرتبطة بالداخل المصري . كما أن البيانات التي تبنت التفجيرات لم تتضمن أي إشارة لقضايا ذات طابع مصري داخلي . ولفت سعيد لوجود فروق جوهرية بين تلك التفجيرات وبين الصدام الذي وقع بين أجهزة الأمن والجماعات الإسلامية المصرية في الفترة ما بين عامي 1992 و1997 ، مشيرا إلى أن الجماعات المصرية ركزت على استهداف قيادات بالدولة أو أجهزة الأمن ، بينما توسعت الجماعات التي ترتبط بتنظيم القاعدة في استهداف المواطنين العاديين . وأشار سعيد إلى أن السياسة الأمنية المغلوطة التي تتبعها وزارة الداخلية تعد مسئولة بشكل كبير عن التفجيرات التي ضربت مصر في الأشهر الأخيرة ، سواء ما حدث قبل عدة أشهر في طابا أو اليوم في شرم الشيخ ، حيث اعتمدت على التوسع الفج في قانون الاشتباه ، والذي على أساسه تم اعتقال الآلاف من سكان سيناء بعد تفجيرات طابا ، وهو ما تسبب في حدوث نقمة شعبية واسعة ، . وتوقع سعيد أن تحدث هزة قوية في الجهاز الأمني بسبب التفجيرات ، التي تعد الأكبر والأضخم في تاريخ مصر ، مشيرا إلى أنه من المرجح إقالة وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي . لكنه حذر في المقابل من أن الدولة قد تتبنى تفسيرا مغلوطا لتلك التفجيرات ، وتلجأ إلى التضييق على الحريات العامة وقمع الحركات المطالبة بالإصلاح ، لافتا إلى أن مؤشرات هذا التفسير المغلوطة كانت واضحة في التصريحات التي صدرت عقب التفجيرات سواء عن جهات أمنية أو محللين مقربين منها ، مثل اللواء فؤاد علام النائب السابق لرئيس مباحث أمن الدولة ، كما أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس مبارك أمام خريجي الكليات الحربية ، والذي أطلقت عليه الصحف القومية يمين "عهد وقسم " ، ركز على قضية الأمن ورفض الخضوع للأجنبي ولم يأت بكلمة واحدة على قضية والإصلاح والديمقراطية . ولفت سعيد إلى أن أفضل طريقة لتجنب تكرار تلك التفجيرات هي تدعيم مشاركة الشعب في اتخاذ القرار وإدخال إصلاحات ديمقراطية واسعة تكفل وجود حكومة معبرة عن آمال وتطلعات الشعب المصري .