الحمد لله فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك : تتوالى علينا النفحات والرحمات والبركات من رب الأرض والسموات. فمن نفحاته أنه يسرنا ببشائر الاستفتاء (بعم) ومن رحماته أن نرى كل الذين بُحَّت أصواتهم ب (لا) للدستور ، تتساقط أوراق الشجر عنهم ومازالوا راغبين في الفوضى تحت زعم ضرورة التوافق الشعبي والوطني والنخبوي حسب زعمهم إن صح التعبير حول الدستور، كما نراهم يدورن وهم متولون حول أنفسهم في الرمق الأخير ، وظهر الآن أن لا فرق بينهم ، ومثلهم كمثل (عوّاد) الذي عيَّره الناس بعد أن باع أرضه التي هي عرضه (عواد باع أرضه يا ولاااد _ باع طوله وعرضه يا ولاااد) ، وقد تجمعوا تحت سقف واحد وهم لبعضهم كارهون ، وتظاهروا بوحدة كلمتهم وهم مشتتون ، وادعوا وحدة صفهم وهم مختلفون ، فالله أسأل أن يزيدهم فرقة ويغلبون. فجميعهم قد باع مبادئه التي يركن إليها ، وركبوا سفينة غرقهم واهمين أنها طوق نجاتهم ، والله غالب على أمره ، فما منهم من أحد إلا ووصف هذا الشعب الذكي الزكي بأنه جاهل ومريض وغبي وقال : إنهم كقطيع لا عقول لهم *** يكفي لإسكاتهم ماء وأعلاف ولم ينتبهوا إلى أن هذا الشعب بفضل الله ورحمته وحده ، ظل يكافح وينافح وما أخرجه إلا الله على الظالمين الآثمين الغاشمين ، ليطهر به أرض الكنانة من رجس الفاسدين المفسدين ، وما كان منه إلا أن قال في كلمة حاسمة ، جميعها موتة فلأن أموت وأنا أدافع عن حقي أكرم لي من أن أموت ذليلاً كسيراً على أعتاب الظالمين ، وليعلم هؤلاء الناعقين أن الأسد لا يمزح فإذا زئر افترس. ألم ترى أن الليث ليس يضيره *** يوماً إذا نبحت عليه كلاب واليوم نرى من يطلقون على أنفسهم الجبهة والنخبة وهم صناعة خارجية وخارجية داخلية ، قد طفحوا علينا بسوئهم ، وما هم إلا آلة صماء في يد عدونا وعدوهم يديرهم كيفما شاء ، ويريدهم على ما شاء فيجدهم أطوع من بنانه يحركه للفتنة فيتحرك : ومن كان في حجر الأفاعي ناشئاً *** غلبت عليه طبيعة الثعبان فنراهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة في مرحلة احتضار الدولة العميقة ، نسأل الله بمنه وفضله أن يستأصل شأفتهم ، ولهم نقول ولمن كان على شاكلتهم (موتوا بغيظكم) غير مأسوف عليكم. ولا ننسى أنه يتحتم علينا الكثير من رفع مخلفاتهم ، وأن نقوم بفريضة الوقت ونؤدي الكفارات مع العوائق والمثبطات ، فهم فينا كالسرطان ولابد من استئصاله ، وإلى الله المشتكى وعليه التكلان والله المستعان ، ففيهم أقول كما قال القائل : أشكو إلى الرحمن من *** علقٍ يعيش على جراحي من جلدتي لكن *** أشد علي من طعن الرماحِ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]