عطا: القوات المسلحة لم تعدْ للحياة السياسية لكن تمت الاستعانة بها بسبب الاضطراب الأمنى جمعة: الجيش هيئة مستقلة ولا تشغله الصراعات السياسية ويحافظ على أمن البلد بلال: الجيش هو الجهة الوحيدة القادرة على صناعة التوافق والجميع يحترمها أكد عدد من الخبراء السياسيين والأمنيين أن القوات المسلحة تقوم الآن بدور وطنى مجتمعى لحماية الشرعية، مؤكدين أنهم لم يدخلوا الحياة السياسية مجددًا ولكن الوطن الراهن والاضطراب السياسى دعاهم لحماية أمن الوطن، مشددين على أنه هيئة مستقلة ولا تشغلها الصراعات السياسية، لكنه الجهة الوحيدة القادرة على صناعة التوافق والجميع يحترمها. وقال الدكتور عبد الخبير عطا الخبير السياسي، أستاذ العلوم السياسية جامعة أسيوط، إن القوات المسلحة أرسلت عدة رسائل لجموع الشعب المصرى من خلال إطلالاتها على الحياة السياسية، أولا من خلال البيان الذى أصدرته عقب رفض بعض القوى السياسية دعوة الرئيس للحوار الوطنى أكدت خلاله وقوفها بجانب الشرعية الدستورية والديمقراطية وانحياز للشعب. وأضاف عطا فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الإطلالة الثانية كانت من خلال الضبطية القضائية وقد اضطر لها الرئيس مرسى بسبب تهديدات القوى المدنية المستمرة على أمن واستقرار الوطن ومحاولة اقتحام قصر الرئاسة، بالإضافة إلى دخول البلد على مرحلة حساسة وهى الاستفتاء على الإعلان الدستورى، والذى يتطلب درجة تأمينية عالية المستوى، ونصت الضبطية القضائية على أن مَن يتم إلقاء القبض عليه فى أعمال شغب يحاكم أمام محاكم مدنية وليست عسكرية. أما الإطلالة الثالثة فهى عن طريق الدعوة لحوار شامل مع القوى السياسية والعارضة والقوات المسلحة اضطرت للجوء لذلك جاءت من أجل تقييد الحجة على من يرفض الحوار وأنه سيدفع الثمن غاليا. وأكد الخبير السياسى أن دور الجيش وطنى وليست عودة للجيش بالتحكم فى الحياة السياسية ولكن الظروف الطارئة تتطلب ذلك فى ظل تهديد أمن الوطن، فالبعض يريد أن يلوى اتجاه القوات المسلحة بأن الإجراءات السابقة بدايات لمحاولات الانقلاب على الرئيس وهى بعيدة تماماً عن الحقيقية والقراءة السياسية للمشهد بشكل عام. وأكد اللواء محمد على بلال - قائد القوات المصرية فى حرب الخليج والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية – إن دعوة السيسى للقوى السياسية للحوار غدا، مثمرة، مؤكدا أنه لا يمكن أن تخرج هذه الدعوة إلا من تكليف من رئاسة الجمهورية لأنه من المستحيل أن تخرج هذه الدعوة من تلقاء الجيش لأنه ليس له تدخل فى الشئون السياسية. وأضاف فى تصريحات خاصة أن ما حدث تم بالتنسيق مع الرئاسة خاصة أن جميع القوى السياسية تقدر مؤسسة الجيش لحيادته وهو الجهة الوحيدة التى لديها القدرة على التوافق. وأكد أن الحوار سيكون من منطلق بعدم التعرض للقوات المسلحة والجيش أثناء تأمين اللجان الانتخابية السبت القادم، وذلك من خلال التأكيد من قبل القوات المسلحة على أنها ستنزل لحماية الديمقراطية ولا تريد إيقاعها فى الصراع، وستحصل على وعود من القوى السياسية تجاه ذلك. وشدد المرشح السابق لرئاسة الجمهورية على أن الدعوة إلى الحوار وبيان الجيش والضبطية القضائية هى ''إنذار أول'' ضد محاولات استخدام العنف وتقسيم الدولة المصرية إلى نصفين، وهذا الأمر الذى لن تسمح به القوات المسلحة مطلقاً. من جانبه، قال الدكتور محمد جمعة، الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الجيش هيئة مستقلة ولا يشغله ما يشهده الوطن من صراعات بين القوى السياسية ومهمته هى الحفاظ على الوطن من أى عدو. وأضاف أن الجيش دائمًا ما يؤكد انحياز للشرعية وللشعب وليس فى موافقة الأخيرة ما يدل على تدخل الجيش فى الحياة السياسية، مؤكداً أن القوات المسلحة الآن ليس لها دور فى الحياة السياسية. وشدد جمعة على أن القوات المسلحة لن يكون لها أى دور سياسى فى المستقبل القريب أو البعيد بعد تجربة المجلس العسكرى فى إدارة البلاد بعد ثورة يناير وتجربة القوات المسلحة بأكملها بعد يوليو 1952، قائلاً:''الشعب لن يقبل بهذا مجدداً''.