وقعت إثيوبيا اتفاقية مع تل أبيب بتمويل من الوكالة الأمريكية الدولية للتنمية - يو اس ايد - والتي دخلت كطرف ثالث فيها , و بمقتضى الاتفاقية المشبوهة يقوم خبراء إسرائيليون بتدريب كوادر إثيوبية بمجالات المنشآت المائية من شبكات السدود وال ري محوري وال رأي بالتنقيط وأنظمة تحكم في مياه النيل وتنمية المزارع الصغيرة وتشييد المستوطنات الزراعية بالمناطق الواقعة بالقرب من منابع النيل الأزرق في هضبة الحبشة والتي تغذي مصر والسودان ب 86% من مياه النيل القاهرة تابعت ما حدث وطلبت توضيحا من أديس أبابا مؤخرا , حيث سمحت الحكومة الإثيوبية لوفد مصري فني بمعاينة المشروعات الزراعية والسدود الصغيرة والتي شيدتها الخبرة الإسرائيلية , وأعتبر الوفد في تقرير سري رفعه للقيادة المصرية أن تل أبيب تنفذ مخطط لأعداد كوادر أثيوبية بمجالات السدود , وتنمي لديهم طموحات بالسيطرة علي مياه النيل وبيعها , بل وأعربت - إسرائيل - مرارا ً عن استعدادها لشراء كميات كبيرة من المياه الأثيوبية ويعمل الخبراء الإسرائيليون في أثيوبيا منذ أكثر من عقد ونصف بشكل مكثف وبدعم من المساعدات الأمريكية ووصل الأمر لاتفاق كان قد تم ما بين وزارة الزراعة المصرية والإسرائيلية والإثيوبية لعمل بحوث علي الأقطان في المزارع الإثيوبية والتي تتم زراعتها هناك لحساب مستثمرين ورجال أعمال صهاينة , إلا أن الانتفاضة جعلت مصر تجمد مشاركتها بتلك الاتفاقية , ويقوم الإسرائيليون منذ فترة طويلة باستئجار مساحات واسعة من الأراضي الإثيوبية وزراعتها بالقطن المصري طويل التيلة , بعد أن سرقوا سلالاته خلال بحوثهم المشتركة مع خبراء أمريكيين ومصريين بمشروع يسمي النارب بالقاهرة وفي إثيوبيا حاليا أكثر من 250 خبير وفني إسرائيلي في شتي المجالات , وتزايد تواجدهم وبات فعالا ً في أعقاب حربها مع إريتريا والتي استمرت ل شهور , حيث كان الإسرائيليين يقدمون السلاح وقطع الغيار للجانبين المتحاربين , حيث توجد نقاط عسكرية إسرائيلية بجزر اريتريه من أجل تأمين الملاحة بباب المندب , وهي تمركزات عسكرية تخضع لسيطرة أمريكية إسرائيلية مشتركة . والجدير بالذكر أن لإسرائيل الآلاف من الخبراء في إريتريا وكينيا وأوغندا وإثيوبيا وأرض الصومال ' وهي تصر بالتنسيق مع دوائر أمريكية علي العبث في منابع النيل وتحريض حكامها علي القاهرة وإجهاض أية محاولات تعاون جاد بين دول الأندوجو أو منظمة حوض النيل التسعة , وتخشي دوائر مصرية أن تحرض تل أبيب أطراف سودانية علي عدم السماح للقاهرة بإتمام حفر قناة جونجلي في جنوب السودان والتي كانت القاهرة أنجزت 75% من مشروع القناة في الثمانينات إلا أن تمرد حركة جون قرنق أعتدي علي الشركة الفرنسية التي تنفذ شق القناة لحساب القاهرة مما جعل العاملين فيها يفرون إلى خارج السودان وتوقف المشروع بعد ذلك وعلي كلا فإن القاهرة تتبني إستراتيجية جيدة في مواجهة الابتزاز الصهيوني الذي يستهدف إجبار القاهرة علي تزويد تل أبيب بمياه النيل , وتقوم تلك الإستراتيجية علي إطلاق مشروعات تعاون مشترك مع دول الحوض وبخاصة إثيوبيا وتلك المشروعات تتعلق بترشيد مياه النيل وتوليد الطاقة وتنفيذ المشروعات الزراعية وتبادل الخبرات بمجالات المياه .