اختلطت الأوراق في مصر، فمن كانوا بالأمس إخوانًا مسلمين أصبحوا في نظر البعض "إخوانا مجرمين".. ومن كانوا مجرمين - وليسوا بإخوان- أصبحوا في نظر البعض أيضًا إخوانًا وطنيين مسالمين، يقتدي بهم، ويسمع لهم، وهم يحركون الشارع للتظاهر والعنف، بعد أن كانوا يخافون من الظهور أمام الناس في الشارع، خجلًا من مواقفهم وعدم وطنيتهم وتخاذلهم في قيام الثورة ونصرتها. شعبية الرئيس تتقلص من بقية الشعب إلا الإخوان فقط، وسبب تقلصها أن الناس استشفوا بوعي أو عدم وعي وبنية أو بحسن نية إنه لم يوف بما وعد أو أن جماعته كانوا سبب الفرقة والتنازع بسبب نزولهم للاتحادية وهم يعلمون أن الاتحادية بها معارضون مناوئون للرئيس. واكتظت الفضائيات بمحللين من أحزاب شتى وقوى ثورية متنوعة تخطئ "الإخوان"، وتوبخهم وزاد بعضهم بأن يلعنهم لعنًا كبيرًا، ويضم معهم كل مسلم ملتزم بدينه - أيًا كان انتماؤه أو تصنيفه- فكل التيارات الدينية أصبحت في نظرهم"إخوان". رجل الشارع البسيط قالها بكل صراحة هؤلاء لم يصبحوا إخوانًا مسلمين بل إخوانًا مجرمين، وهو يرى أنه أخذ فيهم مقلبًا بعد أن رأى العنف ضد المعارضين وقد اقتنع كما اقتنع محللون وضيوف الفضائيات أن المعتدين بالسلاح هم "إخوان". ولم يقنع لا الرجل البسيط ولا المحلل السياسي أن المعتدين مندسون كما يقول الإخوان، ولا هم من الطرف الثالث كما قال الرئيس نفسه.. صور بعض المقبوض عليهم من المندسين تدل "سحنهم" على أنهم "بلطجية" وأن بدا منهم واحد تملأ لحيته وجهه، وضبط معهم أسلحتهم الخرطوش و"مولوتوف"، وأسلحة بيضاء التي يحملونها وهم يحاولون مزيدًا من القلاقل والحمد لله تم إحالتهم إلى نيابة أمن الدولة حسب ما ذكرته وكالات أنباء أجنبية. ومثل هذا يؤكد أن الأيادي الخفية تلعب بين أبناء الوطن الواحد للتفرقة والتنازع والتناحر وسفك الدماء لتحقيق هدف واحد هو إسقاط الرئيس الجديد -كما سقط الرئيس السابق- وتصبح مصر خالية من كل شرعية وتصبح الهمجية والبلطجية هي التي تسير مسيرة مصر للأسف للأسوأ. والمؤيدون يرون أنهم تعرضوا لقتل ولإصابات من قبل المناوئين ولم يقبض عليهم ولم يتصد لهم أحد مع أن الدنيا كلها شاهدت ورأت ذلك. نعم خفت حدة الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين بعد خطاب مرسي وبدا نوع من الحديث بين الحرس الجمهوري أمام القصر وبين المناوئين وأنهم ليسوا بأعداء لهم إنهم يؤدون دورهم بحفظ المنشأة الأكثر أهمية وهي مؤسسة الرئاسة التي تمثل مصر الاسم والمكانة والسمعة، وبدا نوع من الغزل بين الطرفين أدى إلى هذا التخفيف.. لكن لم تخف حدة الشحن بين الأطراف خاصة وأن الدماء سالت والنفوس عُبِئت ولم تعد تحتمل الصبر وهذا قد يصل بمصر إلى مستوى كارثي كبير، سيما وأن إسقاط الرئيس بدا يلوح في الأفق وأن الشرعية لن تحميه بعد الأحداث وتطوراتها. اعتقال الأصوات المعارضة المحرضة على العنف والتصادم وإهدار هيبة الدولة أو شرعية الرئيس، كانت خطوة استباقية لتمرير ما يريده من عرض الدستور على الشعب ليقول كلمته بنعم أم بلا وبعدها تنتهي حكاية "الإعلان الدستوري". وسواء كان هؤلاء على حق أو هؤلاء على حق، فإن حرق المقار الحزبية، وسفك الدماء البريئة والتعدي على الطرف الآخر لا يرضاه عاقل مهما تكن ميوله أو انتماءاته الحزبية أو السياسية أو الدينية. وإن لم نحاسب من فعل ذلك فسوف تكون مقار الأحزاب والتيارات الأخرى قريبة المنال من أيادي من حرقت مقارهم وسوف تكون المحرقة ضارة بالجميع ومن العيب الكبير أن نستمر في حرق بعضنا قبل حرق مقار أحزابنا. الحوار الذي دعا إليه الرئيس بعد منتصف ظهر اليوم السبت استنكره البعض من المؤيدين له باعتبار أن من يدعوهم للحوار هم أعداء له وللوطن وهم سبب الكارثة بتشجيعهم على العنف.. والسؤال: هل سيحضره المخلصون الوطنيون للجلوس مع الرئيس ومناقشة ما يهم الوطن؟ أم أن البعض يرفض الحضور رفضه للمناقشة ورفضه لمرسي جملة وتفصيلًا ويعتبرون أن الحضور لمقر الرئاسة سيكون "مذبحة المماليك" الجديدة؟! **************************** ◄آخر كبسولة: ◄ في تصعيد خطير للغاية، المهندس ممدوح حمزة يكشف بوضوح شديد تفاصيل المخطط الانقلابي على الرئيس مرسي، والذي يتمثل في : -1 ضرورة إلغاء الرئيس للإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور فورًا . 2- إن لم يستجب الرئيس، يتم تشكيل مجلس رئاسي مدني يتكون من حمدين صباحي وعمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح ، ويرأسه د/محمد غنيم . 4 - سيتم اقتحام مقر الرئاسة في الاتحادية من قبل الجماهير ووضع المجلس الرئاسي وإعلان ذلك للعالم . 4 -التهديد بمهاجمة بيت الرئيس محمد مرسي واقتحامه . -5 تحريك مجموعات في محافظات مختلفة للاشتباك مع مؤيدي الرئيس مرسي. = الكلام نشر في برنامج "كلنا مصر" الذي يقدمه وائل الإبراشي يوم 4 ديسمبر 2012م.. والحق يلزم الدولة ألا يمر عليها مثل هذا الكلام مرور الكرام، وينبغي محاسبة المخططين له وأخذ الحيطة والحذر من وجود مخططات أخرى ومن جهات كثيرة .والله يستر على مصر من أبناء مصر. دمتم بحب [email protected]