اتفق الجانبان المصري والإسرائيلي على نشر 750 جنديا مصريا على طول محور فلادلفيا. وذكرت صحيفة "هاآرتس" التي نقلت الخبر أن لجنة مشتركة عسكرية أمنية بين الطرفين من المقرر أن تجتمع الأسبوع المقبل لتوقيع بروتوكول مفصل عن عملية نشر الجنود المصريين واتفاق مبدأي لعرضه على مجلس الوزراء الإسرائيلي والكنيست لاتخاذ قرار بشأنه. وبمقتضى الاتفاق سيتم نشر الجنود المصريين على طول المحور البالغ طوله 14 كيلومترا والممتد من البحر المتوصط وحتى الحدود مع إسرائيل عند مستوطنة كريم شالوم. وقالت الصحيفة إن الجانب المصري وافق على نشر جنوده بحلول شهر سبتمبر المقبل بينما ستنسحب إسرائيل من المنطقة في أكتوبر. في السياق نفسه كشفت الصحيفة النقاب عن أن مسئولين إسرائيليين طالبوا نظرائهم المصريين خلال اجتماعات تحضيرية سبقت الاتفاق بعدم الاكتفاء بمجرد الحديث عما يمكن أن تقدمه القوات المصرية لمنع عمليات تهريب الأسلحة إلى داخل الأراضي المحتلة والتحول إلى فعل تقتنع به الحكومة الإسرائيلية. وأشارت إلى أن الجانب الإسرائيلي سيوفد خلال الاجتماع المرتقب ممثلين عن الجيش الإسرائيلي للتوقيع على البروتوكول للتأكيد على أن الاتفاق ليس سياسيا وإنما هو اتفاق عسكري لا يمت بصلة لتعديل اتفاق كامب ديفيد المبرم مع مصر عام 1979. في سياق متصل، توقعت دوائر مصرية أن تطلب الولاياتالمتحدة من مجلس الأمن الدولي خلال الفترة القليلة المقبلة استصدار قرار بإرسال قوات دولية للأمم المتحدة إلي غزة لكي ترابط على طول خطوط الفصل بين غزة وبقية الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في الضفة الغربية. وفي تل أبيب تواصل طواقم فلسطينية وإسرائيلية وأمريكية من مكتب المبعوث الأمني الأمريكي ومن ايرلندا والاتحاد الأوروبي، تواصل في تل أبيب مناقشة ورقة عمل عنوانها استقدام قوات طوارئ دولية للمرابطة على الحدود بين غزة وإسرائيل. وعلمت المصريون أن الطواقم الفلسطينية تتبع دائرة المفاوضات ووزارة الداخلية ومكتب أمني ومترجمين، في حين يمثل الجانب الإسرائيلي قادة عسكريون من الاحتياط ومسئولين في وزارة الدفاع. يأتي هذا التطور بعد أن رفضت مصر أن ترسل قواتها لهذا الغرض أو تشارك عناصر أردنية وفلسطينية في تلك المهمة و توصل الجانبان المصري والإسرائيلي في مباحثاتهما التي جرت خلال الأيام الماضية بالقاهرة إلي وضع اللمسات النهائية لبروتوكول يتعلق بالتعاون الأمني بين الطرفان وهو ما كشف عنه شيمون بيريز نائب رئيس وزراء إسرائيل في تصريحات بثها الأعلام الصهيوني أول أمس. وبمقتضي هذا البروتوكول وفقما تسرب لنا من داخل مباحثات جرت مؤخرا فأنه ستتولى عناصر أمنية مصرية حماية حدود مصر وفلسطينالمحتلة من عمليات تهريب الأسلحة، وذلك بالتنسيق مع عناصر تابعة للسلطة الفلسطينية ، بينما تنشر مصر قواتها ووفقا لجدول زمني بطول الحدود مع فلسطين من طابا وحتي رفح، وتتعاون الأطراف الفلسطينية المصرية والإسرائيلية في العمليات الاستخبارية المتعلقة بمتابعة النشاط المقاوم. جاء الاتفاق أثر وصول وفد عسكري إسرائيلي للقاهرة بقيادة رئيس الهيئة الامنية في وزارة الحرب الإسرائيلية الميجر جنرال عاموس جلعاد للتباحث من أجل وضع اللمسات الأخيرة على البروتوكول الأمني الخاص بنشر قوات مصرية على امتداد محور فيلادلفيا بجنوب قطاع غزة.