يتعرض الدكتور محمد البرادعى هذه الأيام إلى هجمة شرسة وانتقادات لاذعة خصوصًا على صفحات التواصل الاجتماعى وبعض الصحف وذلك بعد نشر عدة تصريحات له لم تعجب البعض، ولذلك أردت أن أوضح الأمر لهؤلاء الذين يهاجمون الدكتور البرادعى دون أن يفهموا مقاصده: أولاً: بالنسبة لحديث الدكتور للصحيفة الألمانية والتى أرجع فيها سبب انسحاب الليبراليين من الجمعية التأسيسية للدستور إلى وجود أعضاء بالجمعية لا يؤمنون بالموسيقى، والحقيقة أن الدكتور له كل الحق فى ذلك، فكيف يجلس الليبرالى المستنير بجوار من لا يؤمن بالموسيقى؟ ما هذا التخلف؟ فكيف يمكن بناء الدولة دون الموسيقى؟ وكيف يمكن لإنسان أن يبدع أو يفكر دون الاستماع أولاً إلى أغنية لشعبولا أو نانسى عجرم أو سعد الصغير؟ وكيف يمكن لدستور دولة تسعى نحو المدنية أن تتجاهل النص على حق المواطن فى مجانية الموسيقى وحقه فى الرعاية الموسيقية؟ بل وكان الأولى أن يتم استبدال هؤلاء الأعضاء الكافرين بالموسيقى بأعضاء متحضرين متمدينين ومتخصصين من أمثال فيفى عبده ودينا وقائد فرقة حسب الله ويا حبذا لو كانت جلسات واجتماعات الجمعية تفتتح بأغنية وتعقد على أنغام الموسيقى وتختتم على واحد ونص؟ ثانياً: عندما قال الدكتور البرادعى إن بعض أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور ينكرون الهولوكوست فهو لم يكن يقصد أى إساءة، ولكنه وبعبقريته الفذة وبعد نظره أراد أن يقول للغرب عمومًا ولإسرائيل خصوصًا أنه مؤمن تمامًا بالهولوكوست وأنه يشعر بآلام اليهود ويعذرهم، فقديمًا تعرضوا للمحرقة وحديثاً يتعرضون للإبادة من الفلسطينيين الذين قاموا بالهجرة إلى أرض إسرائيل واحتلوها ويقومون باضطهاد اليهود كل لحظة، والحقيقة أنه يقصد الخير لمصر بهذا التصريح، فعندما يتولى الدكتور البرادعى الرئاسة (عندما يحين أوان المشمش) فسوف يقوم الغرب بمساعدة مصر على هذا الموقف النبيل من القضايا الإنسانية وسوف تسعى إسرائيل إلى الشراكة معنا، وبالتالى يزدهر اقتصاد مصر، فهل رأيتم ذكاء أو بعد نظر أكبر من ذلك؟ وماذا يضير لو أننا وضعنا نصًا بالدستور المصرى ينص على حقيقة الهولوكوست وعلى حق إسرائيل فى الأراضى العربية حتى نرضى البرادعى وأسياده؟ ثالثاً: صرح الدكتور البرادعى أن من أسباب انسحاب الليبراليين من التأسيسية بأن أعضاء بها يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية, وهو لم يقصد أى إساءة أو إنكار للشريعة والعياذ بالله، ولكن ذلك كان بسبب معلومات خاطئة من أحد مساعديه، ذكرت أن تعداد المسلمين فى مصر لا يتعدى 6 بالمائة من عدد السكان، فكيف يمكن تطبيق شريعة الأقلية؟ وهو هنا معذور لأن الإحصائيات التى أعطيت له كانت غير دقيقة, أرأيتم أنه مظلوم وأنه ضحية سوء الفهم؟ رابعًا: صرح الدكتور البرادعى على إحدى الفضائيات أن البوذيين فى ظل الدستور المقترح لن يستطيعوا بناء معابد لهم فى مصر. والحقيقة أنه عبقرى وبعيد النظر مرة أخرى، لأنه عندما يتولى الرئاسة (عندما يحين أوان الكاكا) فسوف يقوم بجلب العمالة من الصين لشغل الوظائف الهائلة العدد فى مصر والتى سوف يتم توفيرها فى عهد سيادته السعيد حتى إن الشباب المصرى من كثرة الرخاء والغنى سوف يترفع عن العمل ويجلس بالبيت، وبالتالى فسوف يأتى بالعمالة من الصين، ولذا وجب التحضير لذلك اليوم من الآن والنص فى الدستور صراحة على أحقية البوذيين فى بناء معبد فى كل شارع حتى نشجعهم على القدوم والاستيطان بمصر. فهل هناك عبقرية أكبر من تلك التى يمتلئ بها عقل الدكتور البرادعى؟ خامسًا: إن من ينتقد الدكتور البرادعى يجب أن يكون قريبًا من مستواه الفكرى أولاً، فهل فيكم أحد تم تدريبه فى السى آى إيه؟ وهل منكم أحد عمل مع جورج سوروس؟ وهل يعتبر أحد منكم أن نيويورك هى وطنه؟ وهل فيكم أحد يعشق البار الإيرلندى والنساء اليهوديات؟ إن كل من ينتقدون الدكتور البرادعى للأسف ليس لديهم هذه القدرات والخبرات، ولذلك لم يفهموا حقيقة مقاصده وجوهر غاياته. أرجو أن نفهم أولاً قبل أن نوجه سهامنا إلى الدكتور البرادعى، فض فوه وأراحنا الله منه.