في البداية أتقدم بخالص التهاني للأمة العربية والإسلامية على الانتصار التاريخي واعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين كدولة. وأبدأ كلامي بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، نعترف بملايين الأشخاص في جميع أرجاء العالم الذين يجودون بوقتهم ومواهبهم للتصدي للتحديات العالمية: من متطوعين يعملون في مجتمعاتهم المحلية على التكيف مع تغير المناخ، والحد من الفقر إلى متطوعين يدعمون القضايا العالمية المتمثلة في تحقيق السلام والعدالة والأهداف الإنمائية للألفية، وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ أربعين عامًا إلى إنشاء برنامج متطوعي الأممالمتحدة. ومنذ ذلك الحين، ساهم عشرات الآلاف من متطوعي الأممالمتحدة في رسالتنا العالمية، بالعمل مع العديد من مؤسسات الأممالمتحدة وبرامجها ووكالاتها، وكذلك مع بعثات حفظ السلام والبعثات السياسية الخاصة. وإني أشيد بمشاركة هؤلاء المتطوعين الملتزمين. وأرحب أيضًا بالنمو الكبير المشهود في السنوات الأخيرة في التطوع عن طريق الإنترنت الذي يربط الناس - بمن فيهم المهنيون والطلاب وربات البيوت وذوو الإعاقة في جميع أرجاء العالم - ويتيح لهم فرصًا للمساهمة في التنمية وأعمال الأممالمتحدة، وإني أشجع جميع الشركاء على استكشاف المزيد مما يمكن القيام به لتسخير قوة الإنترنت في هذا السبيل. ويخلّد أيضًا هذا اليوم مشاركة العديد من المتطوعين الآخرين العاملين مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني وفي مجتمعاتهم المحلية لتحسين معيشة من حولهم من الناس، ويساهم العمل التطوعي في جمع شملنا كأفراد ومجتمعات. وهو وسيلة قوية لتعبئة جميع شرائح المجتمع كشركاء ناشطين في بناء عالم أفضل. فلنعمل سويًّا على تعزيز الأطر المؤسسية التي تدعم العمل التطوعي للبحث عن مجالات جديدة يمكن فيها للتطوع أن يحدث تغييرًا. ولنقم بتكريم التطوع بوصفه تعبيرًا عن إنسانيتنا المشتركة ووسيلة لتشجيع الاحترام المتبادل والتضامن والمعاملة بالمثل. هذا كان جزءًا من رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عام 2010 . والجدير بالذكر أن تم اعتماد هذا اليوم من قبل الأممالمتحدة في 17 ديسمبر ليصبح العمل التطوعي امتداد للمواطنة الفاعلة والإيجابية في المساهمة في التنمية الشاملة و ذلك بالقرار رقم 212-40 و ذلك عام 1985. هذا و قد أنشأ الاتحاد العربي للعمل التطوعي في 2003 و مقره دولة قطر برئاسة الشيخة منى بنت سحيم، و يضم في عضويته 9 شخصيات من 9 دول عربية من أصل 18 دولة عربية هم أعضاء الاتحاد، ودخلت مصر في عضوية المكتب التنفيذي لهذا الاتحاد العام الماضي فقط، ويعمل هذا الاتحاد على نشر ثقافة العمل التطوعي عربيًّا من خلال اختيار نشاط موحد يتم توحيد جهود الجمعيات العاملة على العمل التطوعي في تنفيذه على سبيل المثال العام الماضي كان الهدف هو العمل على رعاية المسنين، وهذا العام تم اختيار دعم الثورات العربية من خلال دعم الثورة السورية و دعم اللاجئين السوريين بالدول العربية بناء على طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي، وقال لى السيد فهيد التميمي - مستشار الاتحاد العربي - إن نشاط الاتحاد سيساهم بدعم مخيم الزعتري بالأردن عن طريق تقديم شحنات من الأدوية والمساعدات الغذائية والملابس دعمًا للاجئين السوريين ويشرف على هذه الأنشطة السيد يوسف الكاظم - الأمين العام للاتحاد العربي - للعمل التطوعي هذا، وقد شجع المولى - عز وجل - في كتابه العزيز على التطوع بقوله تعالى: "ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم" صدق الله العظيم.