ناشد الدكتور مبروك عطية أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، جموع المتظاهرين في مصر بضرورة ضبط النفس والتحلي بأخلاق الإسلام عند الاختلاف في الرأي، وعدم المشاجرة أو الاعتداء على الآخرين سواء الطرف المؤيد أو المعارض للرئيس. وأضاف الدكتور مبروك عطية أن الإسلام حريص على حرية الرأي والتعبير بشرط ألا تنتهك حرمات الآخرين ولا تتسبب في أذى الآخرين وبالتالي فإن أي سلوك ينتهك حرمات الآمنين فهو خارج عن حدود الشريعة، فلا ينبغي لمسلم أن يعتدي على مسلم لمجرد الخلاف في الرأي لأن "سب المسلم لأخيه المسلم فسق وقتاله كفر". وأضاف إن مِن أعظم الحرمات عند الله -سبحانه وتعالى- قتل المسلم بغير حق، وقد وردت النصوص الكثيرة من كتاب الله -عز وجل- ومن سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- التي توضح خطورة ذلك فمنها قوله تعالى: "وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا" الإسراء:33، وقوله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" النساء:93. وقد نهى النبي صلي الله عليه وسلم عن قتل النفس فقال: "لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا"، وثبت في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْكَبَائِرَ فَقَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ"، وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ" رواه البخاري ومسلم. وفي حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ" متفق عليه. وورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ... كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ" رواه مسلم. ليس هذا فحسب بل إن النبي أعلي من حرمة دم المسلم وجعله أكبر حرمة من بيت الله الحرام حيث قال مخاطبا الكعبة المشرفة "مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ"، فنظر ابن عمر -رضي الله عنه- يومًا إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: "مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ" رواه الترمذي بسند صحيح.