أكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف الأسبق، أن ما يحدث من عنف وحرق وضرب وقتال في ميدان التحرير يخرج عن حدود وآداب الشريعة الإسلامية. ودعا فضيلته جميع الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بأخلاق الإسلام عند الخلاف واللجوء للحوار، بدلاً من العنف للحفاظ على حرمة ودماء الأبرياء، مشددا على أن الإسلام حرم سفك الدماء وجعلها أشد حرمة من بيته الحرام، حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة". كما أن سفك الدماء مِن أعظم الحرمات عند الله سبحانه وتعالى حيث قال تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ) (الإسراء:33). و قال تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93). وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سفك الدماء في العديد من الأحاديث النبوية حيث ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ:"الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ" (رواه البخاري ومسلم) ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ؛ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) (رواه البخاري) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: (مَا أَطْيَبَكِ، وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا) (رواه ابن ماجه، وقال الألباني: صحيح لغيره). ونظر ابن عمر رضي الله عنه يومًا إلى الكعبة، فقال: "مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللَّهِ مِنْكِ" (رواه الترمذي بسند صحيح).