تعتبر الأظافر مثلها مثل كل أعضاء الجسم، فهى مجموعة من الخلايا التي تنقسم وتتجد ولها أمراضها، فأصبحت في نظر العلماء والباحثين ليست مجرد شكل من أشكال الجمال، للمرأة علي وجه الخصوص، بل باتت محل دراستهم وأبحاثهم العلمية باعتبارها عضو حي يتعرض للأمراض. بل وصل الأمر أن تكون الأظاهر المصابة ببعض أنواع الميكروبات وسيلة لنقل تلك الميكروبات إلي أعضاء أخري بالجسم خارجية كانت أو داخلية.. فتسبب له متاعب وأمراض أخري. أكثر من ذلك فإن تشوه الأظافر وإصابتها بالأمراض الشديدة قد يصيب صاحبها بحالات نفسية تصل إلي حد الاكتئاب أحياناً. ويحدثنا عن مشاكل الأظافر وأمراضها بشيء من التفصيل أ.د هاني الناظر زميل الكلية الملكية أطباء بانجلترا ورئيس المركز القومي للبحوث السابق وأستاذ الأمراض الجلدية قائلا: إن الإصابات التي تتعرض لها أظافر الإنسان يمكن تقسيمها إلي: إصابات ميكانيكية مرضية. أما المشاكل الميكانيكية فتنتج عن التعرض للصدمات المختلفة مثل الكسور والحروق والأخيرة قد تكون نتيجة التعرض للنار أو لبعض المواد الكيماوية الحارقة مثل الأحماض والقلويات المركزة والتي قد تؤدي إلي تشوهات شديدة بالأظافر. كذلك هناك بعض المواد الكيماوية التي يستخدمها بعض أصحاب المهن المختلفة مثل العمال الذين يتعاملون مع أفراد الصباغة وعمال الدهانات الخاصة بالأجهزة والسيارات وغيرها أيضاً المذيبات العضوية مثل البترين والكيروسين. والأمر لا يقتصر علي هؤلاء العمال فقط بل يمتد إلي السيدات اللاتي يكثرن من استخدام طلاء الأظافر ثم إزالته بعد ذلك بمادة الأسيتون مما يؤدي إلي تغير لون الأظافر وضعفها وفقدها لبريقها وانقسامها إلي طبقات ثم تشوهها في النهاية. كما يلفت الناظر لاستخدام صابون الغسيل بصورة متكررة ولفترات طويلة مع عدم غسل الأظافر جيداً بعد استخدامه يؤدي إلي تهتك أنسجة الأظافر وسهولة تكسرها وتعرضها للإصابة بالفطريات بسهولة. ويؤكد الناظر أن الأمر لا يقتصر علي الإصابات غير المباشرة والمتعمدة عند هؤلاء الأشخاص الذين يقومون علي سبيل العادة بقضم أظافرهم بصورة متكررة سواء نتيجة للقلق والتوتر أو بغرض تقصير الأظافر كما يحلو للبعض أن يفعل ذلك، والأخيرة ظاهرة خطيرة للغاية لأنها لا تقتصر فقط علي تشوه الأظافر بل إنها تساعد علي نقل الميكروبات المختلفة بأنواعها سواء فطريات أو بكتريا أو فيروسات إلي داخل الفم. ونفس الكلام علي الأشخاص الذين يضعون أصابعهم في فمهم بصفة مستمرة وخاصة الأطفال وهنا يأتي دور الأم في وقف هذه العادة بصورة سريعة. ويرى النظر أن أظافر القدم شأنها شأن أظافر اليد فتتعرض لنفس المشاكل السابقة بل قد تزيد عنها خاصة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يرتدون أحذية ضيقة بصفة مستمرة مما يؤدي إلي تشوه الأظافر ونموها بطريقة غير طبيعية وما يصاحبه من مضاعفات. وقبل أن ينهي أ.د هاني الناظر الحديث عن الإصابات الميكانيكية التي تتعرض لها الأظافر يجب أن نشير إلي أن تعرض الأظافر لفترات طويلة للمواد المشعة يصيبها بأضرار مختلفة حيث تفقد بريقها وتصبح مقسمة بخطوط عريضة أو طولية كما يحدث لها تكسر وتفتت مع بطء في نموها. ومن ناحية أخري يجب أن نشير إلي الدور الضار الذي يسببه التدخين علي الأظافر خاصة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يدخنون السجائر بصفة مستمرة وشديدة مما ينتج عنه فقد الأظافر لبريقها وتشوهها وتلونها بلون أصفر إلي بني غير مرغوب فيه. (يتبع)