كلاكيت ثاني مرة.. فاروق جعفر يكرر البمبة التي ضربها في نادي الاسماعيلي، مع أسمنت السويس.. والعجيب أن الضحيتين من منطقة القناة! بعد ان أخذ محسن صالح الدوري العام مع الاسماعيلي تركه ليتولى تدريب الفريق الوطني الذي كان يستعد لكأس الأمم الأفريقية في مالي، ورأى ابراهيم عثمان نائب رئيس الاسماعيلي في ذلك الوقت، أنه ليس هناك مدرب محلي يمكنه أن يملأ مكان صالح سوى "أوناسيس" وهو الاسم الذي أطلقه عمنا الراحل نجيب المستكاوي على فاروق جعفر عندما كان نجما في وسط الزمالك، بمقالبه الشهيرة التي لم يتخل عنها حتى بعد أن أصبح مدربا كهلا! ومن لا يعرف فان أوناسيس كان مليونيرا يونانيا شهيرا، في زمن جعفر، ومن أغنى أغنياء العالم، وقد تزوج من أرملة الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي "جاكلين". لم تكن أسعار اللاعبين في زمن جعفر وصلت إلى تلك الأرقام الفلكية التي تدفع لأشباه اللاعبين في الاحتراف الوهمي المصري الذي نكبنا به لمصلحة الأهلي منذ عدة سنوات.. ومع هذا فإن الاعيبه مع ناديه من أجل المال وصلت حدا جعلت عمنا المستكاوي يسميه "أوناسيس" فقد جمع من المال الكثير ومع ذلك لم يكن يشبع! وحتى لا أظلمه فإن فاروق أفضل من قدمتهم الكرة المصرية عبر تاريخها في وسط الملعب، كان لاعبا ماكرا وداهية، صنع مدرسة الفن والهندسة للزمالك مع زملائه حسن شحاتة وعلي خليل وطه بصري! ورغم وجود هؤلاء الفطاحل الموهوبين، لم يأخذ الزمالك بطولة للدوري، فقد سيطر على تلك البطولة لعدة سنوات فريق الأهلي في عهده الذهبي عندما كان يدربه المجري هيديكوتي، ويضم محمود الخطيب وزيزو ومصطفى عبده واكرامي وجمال عبد العظيم وطاهر الشيخ. كانت مواهب وامكانيات الزمالك أفضل.. لكن الأهلى كان محكوما بالمبادئ، لا صوت يعلو على صوت مصلحة النادي، ولا لاعب يستطيع أن يتدلل عليه كما يفعل جعفر ويخرج لسانه لمن يسعى لنصحه أو ردعه. وعندما احترف التدريب لم يختلف جعفر كثيرا.. تولى الفريق الوطني في ظل اشراف محمود الخطيب ولعب على الأخير ليزيحه من طريقه، فانهزم في مباراة ودية بهدفين أمام الكويت، وطار الاثنان معا! تولى تدريب فرق غاية مناها أن تظل في دوري الأضواء، فلم تظهر له أية بصمات سوى أخذ نقاط بطلوع الروح. فلم يكن المصري او بلدية المحلة أو المحلة فرقا ذات شأن بعد أن تولاها، وظلت تحتضر في الدوري لتفلت من الهبوط بدعاء الوالدين! وعندما أختير مدريا عاما للزمالك مع مديره الفني الاسكتلندي ديف مكاي، استمرت مكائده وألاعيبه على "الخواجة". كان يزعم أنه الرجل الأول الحقيقي، وأنه الذي يضع الخطط والتشكيل.. ومكاي بالطبع لا يفهم "عربي"! وفاز مكاي بالدوري موسمين متواليين، هنا خرجت ألاعيب جعفر إلى النور، فحاول الانقلاب على الرجل، حتى يمكن تصعيده إلى مدير فني! وبالفعل ساهم في عدة هزائم للزمالك فتم طرد مكاي واستقر له الأمر.. وكانت أول مباراة يلعبها مع "الأهلي". ومع الدقائق الأولى ظهر أن الزمالك مقبل على فضيحة، فلم تكن هناك خطة لجعفر ولا تشكيل سليم، وقام الحكم الأجنبي الذي لا اتذكر جنسيته، وأغلب الظن انه فرنسي، بطرد مدافع الزمالك بسبب لعبة خشنة، فنزل جعفر الملعب وجمع فريقه وانسحب من المباراة خوفا من الهزيمة الثقيلة! وكانت فضيحة دولية حيث كانت المباراة منقولة على الهواء، وبعدها طرده مجلس الادارة برئاسة الدكتور كمال درويش. وعندما اختاره ابراهيم عثمان لتدريب الاسماعيلي وهو فريق كبير في قامة الاهلي والزمالك، سيطر الرعب عليه، فالاسماعيلي هو بطل الدوري في ذلك الموسم، وفريقه كان من أفضل الفرق المصرية. وذهب مع فريقه ليلعب في الدوري مع بلدية المحلة، وانهزم بكل نجومه من فريق كان يصارع الهبوط في الموسم الذي أخذ بطولته الاسماعيلي بدون هزيمة واحدة. ثم فوجئنا بهروبه إلى السعودية بعد أن استغل في سيرته الذاتية أنه مدرب لهذا الفريق الكبير الممتع، خاصة انه لعب به في فترة الاعداد مباراتين مع اتحاد جدة فاز فيهما الاسماعيلي بفضل فريق "محسن صالح". كان المال هو سبب هروبه دون ادنى احترام للاسماعيلي ولتعاقده معه. وفي السعودية لم يمكث طويلا مع فريق الرياض الذي قام بتدريبه وطردوه بعد هزائم مخزية! وهذه المرة أيضا خدع نادي اسمنت السويس وهرب منه عند أول مغازلة من مرتضى منصور. ترك الفريق وزعم أن حسن مجاور السكرتير العام لذلك النادي وافق على ذهابه للزمالك وهو ما نفاه مجاور مؤكدا أنه سيشتكيه إلى الاتحاد المصري لكرة القدم. وقد سبق أن اشتكاه الاسماعيلي، لكن الاتحاد للأسف الشديد وقف إلى جانب جعفر، ضد القيم والمبادئ واحترام التعاقدات، وسيقف بجانبه هذه المرة أيضا، خاصة وأن جعفر كان قد تلاعب على اسمنت السويس ولم يوقع معه عقدا اعتمادا على " كلمة الشرف"!! لقد كان يعرف أن بوكير سيطير حتما فأراد أن يمسك العصا من النصف، حتى لا يفوته سوق التدريب.. برافو فاروق.. انت دائما تلعبها صح! [email protected]