نفى القيادي البارز في الجماعة الإسلامية الشيخ أسامة حافظ صحة الأخبار التي تناقلتها بعض أجهزة الإعلام عن صدور مبايعة من الجماعة الإسلامية للرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، ووصف هذه الأخبار بأنها غير صحيحة ، مؤكدا على أن الجماعة لم تتخذ موقفا محددا من هذه الانتخابات ، ولا تفرض وصاية على المجتمع ، وأضاف أن ما ذكرته وسائل الإعلام علي لسان أحد قياديي الجماعة وهو كرم زهدي هو مجرد اجتهاد فردي لا يلزم الجماعة الإسلامية ، وقد رجح بعض المحللين المهتمين بالشأن الإسلامي أن تكون هناك تيارات متعارضة داخل الجماعة الإسلامية ، وأن جناحا منها يتعرض لضغوط من قبل أجهزة أمنية لإصدار بيانات أو تصريحات متتالية قد لا تكون معبرة بالضرورة عن قواعد الجماعة الإسلامية ومجمل قياداتها ، من جانبه شكك الدكتور ضياء رشوان الخبير في شؤون الحركات الإسلامية في صحة هذا الأنباء ، وحذر من التسرع في الحكم عليها بالصدقية ، مطالبا بتوخي الحذر في التعاطي معها ، و التريث ريثما تتضح الأمور خلال الأيام القليلة القادمة ، غير أن مصدرا مقربا من الجماعة رجح في تصريحات خاصة بالمصريون أن يكون ما تردد بشأن توقيع كرم زهدي ، على بيان تأييد ومبايعة للرئيس مبارك صحيحا ، و عزا ذلك إلى ما أصاب الجماعة الإسلامية من انهيارات متتابعة ، أوصلتها إلى حال الهزيمة و الاستسلام و التسليم ، بكل ما تمليه عليها الأجهزة الأمنية على حد قوله ، لافتا إلى أنه رغم تفهمه لظروفهم القاسية ، إلا أنه كان بإمكانهم التحلي بالسكوت ، و البعد عن إصدار البيانات ، و في تصريحات خاصة ل"المصريون" وصف القيادي و الناطق الإعلامي السابق للجماعة الإسلامية أسامة رشدي ، البيان المنسوب للجماعة بأنه "انتكاسة فكرية للجماعة " و أنه " من شأنه أن يضعف من مكانة وكرامة الجماعة الإسلامية في نظر الشعب المصري بحسب تعبيره. و قال رشدي: إن هذه التصريحات صادرة من أفراد أغلبها داخل السجن ، ومن ثم فهي لا تملك المصداقية ، كما أنها لا تختلف عن المبايعات التي قدمها الإخوان المسلمون في سجون الناصرية في نهاية الستينات ، ومن جانبه وفي صدد تعليقه علي هذه الأخبار قال الدكتور كمال حبيب الخبير في شئون الحركات الإسلامية أنه من الواضح أن هناك جناحا في الجماعة الإسلامية يتعرض لضغوط أمنية لا يمكنه مقاومتها تجعله يرضخ لحملات التأييد التي تسعي إليها الإدارة المصرية لدعم الرئيس مبارك ، لكن الخطير هنا حسب كلام حبيب هو أن هذا الجناح يوظف تاريخه الديني والدعوي لصالح مرشح الحزب الوطني باسم الإسلام ويصفه بأنه ولي الأمر الشرعي ، وهنا يتحول هذا الجناح ليصبح أداة سياسية تخدم علي الحزب الوطني وسياسات الحكومة وهو ما ينبغي للجماعة الإسلامية أن تربأ بنفسها عنه . وأضاف حبيب : إن كون أسامة حافظ وهو المرجعية العلمية الشرعية القوية داخل الجماعة الإسلامية ينزعج من ذلك الكلام وينفيه بشدة فذلك دليل علي أنه يعرف أن ذلك خطأ وتوظيف للدين في معارك سياسية هي من شأن الأحزاب والقوي الاجتماعية والسياسية وليست من شأن الجماعات الدينية التي لا تمارس العمل السياسي . واعتبر كمال حبيب أن الجماعة الإسلامية بموقفها هذا تخرج عن الحركة الوطنية ونضالها السياسي والديني معا ويشبه موقفها في ذلك الموقف المرفوض من المؤسسات الدينية الرسمية مثل مؤسسة الفتوي والأزهر والكنيسة وهي المؤسسات التي تفزع إليها الدولة للحصول علي الدعم الديني ، على جانب آخر رجحت مصادر قريبة من الجماعة الإسلامية أن مثل هذا الجدل والاختلاف في الموقف من مبايعة الرئيس مبارك ليس هو الوحيد الذي تعيشه الجماعة الإسلامية ، لافتة إلى أن حالة من السخط و الاستياء الشديدين ، تسودان أعضاء الجماعة الإسلامية ، المحبوسين في ليمان طرة ، بسبب كتاب " الحاكمية" الجديد لناجح إبراهيم ، و الذي نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية على حلقات ، وهو الأمر الذي يعكس وجود انقسام و خلافات كبيرة حول خيارات قيادات الجماعة الذين خرجوا بعد عملية المراجعات الشهيرة .