نياط قلوبنا تمزقت لما جرى من حادث مروع في قرية المندرة والذي راح ضحيته أكثر من خمسين تلميذًا بالمعهد الديني, ولا نملك إلا أن نقول إلا ما قال رسولنا الكريم "اللهم أجرني في مصيبتي وخلفني خيرًا منها".. لاشك أن الحادث مؤلم وقد أفزع مصر كلها وهو نتيجة طبيعية للإهمال والفساد الذي عشعش في الجهاز الإداري والحكومي في بلادنا والذي أصبحت في ظله أرواح المصريين بلا ثمن.. نعم ورثنا تركة ثقيلة من الفساد تراكمت في عهد مبارك حتى أثقلت كاهل الدولة مزلقانات الموت منتشرة بطول البلاد وعرضها كلها تنذر بوقوع كوارث فهي غير مؤمنة ويعلوها دجى النسيان والإهمال في ظل قطاع السكك الحديدية التي أصابها العطب بعد أن كانت هيئة عملاقة تناطح الهيئات العالمية منذ زمن والغريب أن الخسائر تلاحقها في الأعوام الأخيرة نظرًا للفساد وخراب الذمم. قطعًا الحكومة تتحمل المسئولية كاملة لكن الحكومة لا تملك عصا سحرية لحل كل المشكلات والأزمات فلابد للجميع أن يتضامن لتفكيك وحل الأزمات والمشكلات وعلينا أن نحمل على أكتافنا هموم الوطن.. ونترك التربص وتصيد الأخطاء ونغلب مصلحة بلادنا ويكون عند الجميع شرف في الخصومة فلا يليق بالمعارضة أن تنتهز الفرص في وقوع الكوارث لتننهش في جسد الرئيس والحكومة.. فشرف الخصومة يتطلب في المصائب أن نهرع ونتعاون لإزالة آثار الكارثة ومواساة أهالي الضحايا. هناك حالة من التربص والانتهازية تمارسها بعض القوى السياسية للنيل من التيار الإسلامي لأن أحد فصائله يتولى السلطة البلاد. هذا يفتقد لأدني الأخلاق السياسية والإيمان بالعملية الديمقراطية وتداول السلطة فالانسحابات التي جرت من الجمعية التأسيسية للدستور سواء من الكنائس أو القوى العلمانية تعتبر مخيبة للآمال الغرض الأساسي منها هو هدم الجمعية التأسيسية وعرقلة الدستور وتعطيل المسار الديمقراطي لمصر بل أن تلك الانسحابات تزيد من حالة الارتباك والعراك السياسي خاصة بعد مطالب الجماهير بتعزيز مكانة الشريعة الإسلامية في الدستور.. وهذا الانسحاب ربما يؤكد أن الكنائس تتحرك وفق أهداف طائفية تسعى لفرض إرادتها على أغلبية الشعب المصري بإكراههم على قبول دستور يخلو من حقهم فى الاحتكام لشريعة الإسلامية رغم أن مسودة هذا الدستور قد أقرت بحق المواطنين غير المسلمين في الرجوع إلى شريعتهم في أحوالهم الشخصية. نحن ننتظر من الكنيسة القبطية أن تقف موقفًا يثبت قناعتها بالديمقراطية واحترامها للمواطنين المصريين المسلمين وابتعادها عن المواقف الطائفية بما يحقق الاستقرار للوطن وتفرغه بجميع أبنائه للقيام بمهمة صناعة مستقبل مشرق له. أعتقد أن التوافق الوطني أصبح مطلبًا جماهريًا للخروج من عنق الزجاجة ونتفرغ لبناء الوطن.. كما نطالب الشباب بالالتفاف حول الوطن وعدم افتعال الصدام مع أجهزة الأمن كما حدث في احتفالات ذكرى شهداء محمد محمود.. ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح مهمة جدًا للخروج من حالة العراك والتناطح التي تسود المجتمع المصري.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء