اعتبرت الصحف الأمريكية ، في تعليقها على قرار جماعة الإخوان المسلمين بالمشاركة السلبية في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، أن الإخوان أربكوا خطط وترتيبات القائمين علي الحملة الانتخابية للرئيس مبارك ، التي أعدت علي أساس احتمالين فقط : الأول أن تشارك الجماعة بالتصويت لصالح الرئيس مبارك إذا نجحت المفاوضات السرية التي كانت تجرى في الآونة الأخيرة بين بعض رموز النظام وقيادات إخوانية. أما الاحتمال الثاني الذي بنيت عليه الحملة الانتخابية للرئيس مبارك فكان مقاطعة الإخوان للانتخابات بشكل كامل . واهتمت كبريات الصحف الأمريكية الصادرة أمس ، النيويورك تايمز ، شيكاغو تربيون ، Usa today ، وكريستيان ساينس مونيتور ، ونيوز داي ، بإبراز تصريحات مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي حث فيها أعضاء جماعة الإخوان علي المشاركة بالتصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة. وقالت الصحف الأمريكية إن تصريحات المرشد العام جاءت في توقيت دقيق بالنسبة للرئيس مبارك وربما تكون رسالة موجهة للنظام الحاكم أو وسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية للجماعة. ولفتت إلى أن الإعلان أنعش الآمال في نفوس بعض المرشحين المعارضين للرئيس مبارك مثل د. نعمان جمعه وأيمن نور. وفي السياق ذاته ، علمت " المصريون " أن المجموعة المقربة من الرئيس مبارك بالإضافة لقيادات أمنية عليا تبحث حاليا الأسلوب الأمثل لتفادي تداعيات مشاركة الإخوان في الانتخابات ، حيث أجمعت كل التقارير الأمنية وغير الأمنية على أن مشاركة الإخوان عقدت الأمور بشكل لم يكن متوقعاً . وقالت مصادر سياسية مطلعة ل المصريون " إن الحزب الوطني يعكف علي إعداد بنود صفقة سيعرضها علي الإخوان خلال الأيام القليلة القادمة مقابل أن يصوت أنصار الجماعة لصالح الرئيس مبارك أو أن تلتزم الصمت وتظل علي موقفها السابق بمقاطعة صناديق الانتخاب. وتشمل الصفقة الإفراج عن قيادات الإخوان المعتقلين ، بينما يتم الإفراج عن جميع المعتقلين الآخرين من الأخوان علي دفعات، إضافة إلى تعهد حكومي بترك عدد من الدوائر في انتخابات مجلس الشعب القادمة لعناصر إخوانية ، ورفع الحظر والمضايقات الأمنية علي ندوات ولقاءات القيادات الإخوانية الجماهيرية. وتوقعت المصادر أنه في حالة فشل المفاوضات بين الطرفين ، فان الحكومة قد تلجأ إلي أساليب وخطط جديدة لا تتمتع بأي قدر من الديمقراطية أو الشرعية لمنع أعضاء الجماعة من التصويت في الانتخابات القادمة.