كشفت مصادر مطلعة أن القاهرة تلقت خلال الساعات الأخيرة مقترحات من قبل حماس وإسرائيل للوصول إلى تهدئة توقف العدوان الأخير على غزة الذى خلف ما يقرب من 80 شهيدا حتى الآن مشيرة إلى أن القاهرة تحاول تقريب وجهتى النظر بين الطرفين فى ظل سقف المطالب العالية لطرفى الأزمة والتى تجعل تقريب وجهتى نظرهما أمر شديد الصعوبة. وافادت مصادر أن رئيس المخابرات الإسرائيلية تامير فرايدو سلم نظيره المصرى حزمة من الشروط الإسرائيلية التى ينبغى علي حماس الوفاء بها قبل إقرار التهدئة ووقف إطلاق النار من بينها التوقف التام عن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وبناء منطقة عازلة بين القطاع وجنوب إسرائيل والبدء فى نزع سلاح الفصائل مشددة على أن تقدم القاهرةوواشنطن ضمانات لإسرائيل حول التزام حماس بهذا الموقف . ولفتت المصادر أن الجانب المصرى أبلغ الجانب الإسرائيلى والإدارة الأمريكية بعدم منطقية الطرح الإسرائيلى لتسوية الأزمة مطالبة إدارة أوباما بالتدخل لتليين الموقف الإسرائيلى خصوصا أن حماس قد رفعت أيضا من سقف مطالبها خلال اللقاء الذى جمع خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس باللواء رأفت الشيخ منها وقف العدوان وضمان عدم تكراره وعدم استهداف قادة الصائل ورفع الحصار عن غزة . وقال الدكتور طارق فهمى مدير وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط إن القاهرة لم تعرض وساطة على طرفى الأزمة أو تطرح تصورا لإنجازها بل أنها تكتفى بتقريب وجهات النظر بين الطرفين للوصول لتهدئة دائمة، لافتا إلى أن رغبة القاهرة فى وقف القصف الإسرائيلى للقطاع هو من يحكم الموقف المصرى الذى انخرط فى مشاورات مستمرة مع عواصم إقليمية وعربية من بينها واشنطن وباريس وموسكو وأنقرة والدوحة وغيرها. واعتبر فهمى أن موقف طرفى الصراع سواء حماس أو الجانب الإسرائيلى هو موقف تفاوضى رغب الطرفان عبر رفع سقف مطالبه إلى انتزاع أكبر قدر من المكاسب رغم صعوبة موقف الطرفين، لاسينما أن سقوط الضحايا يشكل ورقة ضغط فضلا عن التلويح بالاجتياح البرى يهدد بتحول القطاع لأرض محرقة. وتابع إسرائيل أيضا تواجه نفس الموقف فاجتياح القطاع بريا سيكلف حكومة نتنياهو خسائر بشرية قد تسقطها خلال الانتخابات القادمة فضلا عن التكلفة العالية للاجتياح البرى التى تزيد على 3 مليارات شيكل وهو ما لا يستطيع الاقتصاد الإسرائيلى المتداعى تحمله وهو ما قد يجبر نتنياهو على التوصل لتهدئة. من جانب آخر نفى إبراهيم الدراوى مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة ما تردد عن رعاية القاهرة لقاء ثنائيا بين خالد مشعل ورئيس المخابرات الصهيونية مشيرًا إلى أن القاهرة تلتقى بكل طرف على حدة وتتلقى وجهات النظر، لافتا إلى أن حماس لن تتراجع عن مطالبها من الجانب الإسرائيلى للانخراط فى تهدئة حتى تتضمن عدم تكرار العدوان مستقبلا.