عندما تشير عقارب الساعة إلي السابعة ونصف مساء بتوقيت القاهرة، سيكون عشاق الكرة المصرية والعربية علي موعد مع الإثارة والمتعة والتشويق، إذ يحل الأهلي ضيفاً علي الترجي التونسي علي ملعب رادس الذي يقع جنوب العاصمة تونس، في إطار المشهد الأخير لبطولة دوري أبطال أفريقيا 2012، تحت إدارة طاقم تحكيم مغربي بقيادة الدولي بوشعيب الاحرش. ويحتاج بطل مصر لتحقيق الفوز بأي نتيجة، أو التعادل بأكثر من هدف، في حين يكفي بطل تونس التعادل السلبي لتحقيق اللقب القاري، فيما يحتكم الفريقين لركلات الترجيح في حالة انتهاء اللقاء بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما، وهي النتيجة التي ألت لها مباراة الذهاب التي أقيمت قبل أسبوعين علي ملعب برج العرب بالإسكندرية. يدخل الأهلي اللقاء متسلحاً بذكريات بطولة 2006-التي حققها الفريق علي حساب الصفاقسي التونسي في ظروف متشابهة لمباراة اليوم-، واعتمد المدير الفني حسام البدري علي إعداد لاعبيه من الجانب النفسي منذ وصولهم إلي تونس الخميس الماضي، بعد أن انهي الجانب الفني والبدني في تدريبات الفريق بالقاهرة، عقب انتهاء مباراة الذهاب. وعقد البدري جلسة مع اللاعبين بعد انتهاء المران الأساسي الذي خاضه الفريق علي ملعب رادس، أمس الجمعة، طالبهم خلالها بضرورة استغلال خبراتهم الإفريقية الكبيرة، في تخطي عقبة الترجي، والظفر باللقب القاري السابع في تاريخ القلعة الحمراء، لإهدائه إلي ضحايا مذبحة بورسعيد، الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمؤزراتهم في المباريات الداخلية والخارجية، خاصة وان اغلبهم استشهد علي يد اللاعبين في غرفة خلع الملابس عقب انتهاء المباراة المشئومة. ومن الناحية الفنية، استقر الجهاز الفني علي التشكيل الذي سيخوض به اللقاء، الذي سيكون مشابهاً الي حد كبير التشكيل الذي بدأ مباراة الذهاب، وتبقي الحيرة فقط حول الجهة اليسري، هل سيلعب احمد شديد قناوي بديلاً للمصاب سيد معوض، أم سيحافظ شريف عب الفضيل علي موقعه الذي احتله في مباراة الذهاب، بالإضافة إلي المفاضلة بين السيد حمدي وعماد متعب للعب كرأس حربة ثان، بجوار محمد ناجي "جدو"، أو الاكتفاء بمهاجم وحيد، والدفع بوليد سليمان في منطقة وسط الملعب، وهي الاختيارات التي سيحسمها حسام البدري في المحاضرة الفنية التي ستسبق اللقاء مباشرة. واستقر المدير الفني علي شريف إكرامي في حراسة المرمي، وكل من وائل جمعة ومحمد نجيب واحمد فتحي في الدفاع، وحسام غالي وحسام عاشور ومحمد أبو تريكة وعبد الله السعيد في الوسط ومحمد ناجي "جدو" في الهجوم. ويحتفظ البدري بمحمد بركات وعماد متعب ومحمود حسن "تريزيجيه" كأوراق رابحة، يدفع بها في حالة تأزم المباراة. في الوقت ذاته، قلل المدير الفني من الغيابات التي يعاني منها منافسه، مشيراً إلي أن الفريق التونسي مليء باللاعبين أصحاب الخبرات والمهارات، القادرين علي تعويض غياب زملائهم. من جانبه، رفض وائل جمعة مدافع الفريق التحدث عن الانجاز التاريخي، الذي وصل إليه، بالمشاركة في نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة السادسة في تاريخه، قائلاً: "كل ما يشغل ذهني في الوقت الحالي، هو تحقيق البطولة، التي سيكون الفوز بها بمثابة إعجاز، نظراً للصعوبات التي واجهناها منذ انطلاق المسابقة وحتى الوصول إلي النهائي، من توقف النشاط الرياضي، ولعب المباريات دون جمهور". وتابع جمعة "الترجي يخشي من تكرار سيناريو 2006، لذا سيلعب مهاجماً منذ البداية، الأمر الذي يمنحنا فرصة زيارة شباك معز بين شريفيه". واختتم المدافع الدولي "المشاركة في كأس العالم للأندية للمرة الرابعة، وإهداء البطولة إلي شهداء بورسعيد، يدفعنا إلي بذل كل جهد لتحقيق اللقب القاري". في المقابل، يخوض الترجي التونسي اللقاء، مفتقداً للعديد من نجومه في مقدمتهم هاريسون افول وسامح الدربالي للإيقاف، ومجدي تراوري ويوسف المساكني للإصابة، ولكنه في الوقت ذاته يلعب وسط 36 ألف من مشجعيه، الأمر الذي سيلهب حماسة اللاعبين علي الفوز بالمسابقة. "اللقب أمامكم والجمهور وراءكم"، بهذه الكلمات استهل نبيل معلول المدير الفني للفريق التونسي، جلسته مع اللاعبين عقب مران الجمعة، مشيراً إلي أن التاريخ في انتظار هذا الجيل في حالة فوزهم بالبطولة، خاصة وان الترجي سيكون أول فريق تونسي يفوز باللقب مرتين متتاليتين، طالباً منهم أن يستغلوا الحضور الجماهيري الكبير المتوقع، في إنهاء المباراة بشكل مبكر. واتضح من التدريبات الأخيرة للترجي، أن المدير الفني سيلعب بخطة متوازنة بين الهجوم والدفاع، خوفاً من اللجوء إلي الدفاع، ثم تقبل شباكه هدف في وقت متأخر، يقضي به الأهلي علي أحلامهم في الفوز بالبطولة، مثلما حدث أمام الصفاقسي عام 2006. ومن المتوقع ان لا يخرج تشكيل الفريق عن معز بن شريفيه في حراسة المرمي ويلعب محمد بن عمر ووليد الهيشري ومحمد بن منصور وخليل شمام في الدفاع، وحسين الراقد وخالد المويلهي كثنائي ارتكاز، أمامه الثلاثي كريم العواضي وايهاب المساكني ويوسف البلايلي، وفي الهجوم الكاميروني نيانج.