يعيش الآلاف من الفقراء بالمنوفية حالة من الفزع والرعب والهلع بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم مما أدى إلى حرمانهم من شراء هذه اللحوم في الوقت الذي يقف فيه عالية القوم في طوابير طويلة لا حصر لها أمام الجزارين في تحد صارخ لمشاعر الغلابة والمساكين بدلا من التضامن معهم والإضراب عن أكل اللحوم مما زاد من حجم الكارثة وجشع الجزارين فأشعلوا نار الأسعار بصورة جنونية يوميا دون رقيب أو حسيب طالما أن الأجهزة الرقابية في حالة بيات شتوي و فيما يبدوا أن الغلابة في هذا الوطن لا سند لهم. في البداية يؤكد محمد مرزوق موظف بإحدى الشركات بمدينة السادات أن الغلاء الفاحش الذي أصاب السلع الغذائية بالجنون خاصة اللحوم الحمراء حول حياة الغلابة إلى جحيم لا يطاق بل أنه كاد أن يحرمهم من حقهم في تناول هذه اللحوم في ظل جشع وطمع بعض الجزارين الذين أصبح شعارهم ذبح المواطنين الغلابة في هذا الوطن بصورة جنونية دون رقيب أو حسيب وكأن الغلابة في هذا الوطن مفروض عليهم دفع فاتورة الإهمال والنسيان بل الأدهي من ذلك أنهم قد يدفعوا حياتهم ثمنا لهذا الإهمال في اللحوم الملوثة التي يعرضها بعض الجزارين خارج المحل مكشوفة لتتعرض للأتربة والحشرات الناقلة للأمراض الخطيرة. وفي سرس اللبان وصلت المأساة إلى ذروتها فأكد كل من علاء عيد وياسر البغدادي وحمي زيدان أن المدينة تعتبر أكثر مدن الإقليم معاناة من الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم الحمراء بصورة مفزعة ومخيفة في ظل جشع واستغلال بعض الجزارين الذين أشعلوا نار الأسعار يوميا وحرقوا جيوب المواطنين مستغلين غياب الرقابة لدرجة أنهم اعتادوا إشهار أسلحة الذبح المختلفة في وجه المواطنين الغلابة إذا قاموا برد اللحوم المشتراة لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي مما أثار جو من الفزع والرعب بين المواطنين المهددين بالموت في أي لحظة. وفجر كل من منتصر سرور وحسام كمال كارثة خطيرة داخل سرس اللبان وهي انتشار ظاهرة الذبح خارج السلخانة وأكبر مثال على ذلك بيع اللحوم مكشوفة خارج المحلات وعليها أختام غير واضحة مما يهدد حياة المواطنين بالخطر الشديد والإصابة بالأمراض القاتلة. وقد فجر نبيل أبو العيش عضو مجلس محلي لمركز منوف قنبلة من العيار الثقيل وقال إن بعض الجزارين الجشعين استغلوا غياب الرقابة في الفترة المسائية وقاموا ببيع لحوم فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمي وعليها أختام مزورة. فهل تتحرك الأجهزة الرقابية لإنقاذ المواطنين من الموت ؟!. وكشف محمد عبد الحكيم ومحمد الفرماوي ومحمد النجار وعبد الصادق علام أعضاء المجلس المحلي لمركز منوف فضيحة مدوية هزت مدينة منوف حيث تم توزيع نحو نصف طن من اللحوم السودانية بالمجمعات الاستهلاكية على المحاسيب فقط بدلا من المواطنين الغلابة ومحدودي الدخل الذين شربوا مقلب الحكومة في اللحوم السودانية بعد أن حرموا منها بسبب غياب الرقابة عليها. وفي شبين الكوم وأمام أحد المجمعات الاستهلاكية أشارت إحدى ربات البيوت رفضت ذكر أسمها إلى أن اللحوم السودانية التي استقبلها ثلاثة من وزراء مصر على رأسهم وزير التموين والتجارة بزفة بلدي واستبشر بها المواطنون خيرا واعتبروها بمثابة الخروج من أزمة جنون الأسعار والتي تم عرض وبيع كمية منها داخل مدن شبين الكوم وقويسنا وبركة السبع تكاد لا تكفي عدد من الأسر التي تعد على أصابع اليد الواحدة وهو ما أصاب المواطنين بخيبة الأمل وزاد من جشع واستغلال الجزارين للأزمة. ومن جانبه أكد مصدر مسئول بمديرية التموين بالمنوفية أنه قد تم إغراق الأسواق باللحوم السودانية والإثيوبية وتكثيف الرقابة عليها لضمان وصولها إلى المستحقين بالإضافة إلى استمرار الحملات على الجزارين والمجازر لضمان سلامة اللحوم وعدم ذبحها خارج السلخانة وعدم عرضها مكشوفة خارج المحل حفاظا على المستهلك. وكان مجلس محلي المنوفية قد ناقش هذه المشكلة وطالب الأعضاء بزيادة الكميات المعروضة من اللحوم السودانية والإثيوبية داخل المجمعات الاستهلاكية لمواجهة الغلاء الفاحش في أسعار اللحوم الحمراء.