فوجئ الدكتور أيمن نور مرشح حزب الغد لانتخابات الرئاسة ، بخمسة آلاف مواطن من شمال سيناء في استقباله عقب صلاة الجمعة بمسجد الرفاعي، في تظاهرة ضخمة لم تعرف العريش مثيلا لها منذ فترة ، وهتفت الجماهير بالشعارات المؤيدة لأيمن نور والمنددة بالحزب الوطني وسياساته في المدينة . وأعلن نور الذي فوجئ فيما يبدو بهذا الحشد الضخم في الحاضرين وعدا قاطعا بسعيه إلى الإفراج على المعتقلين وإعادة النظر في مجمل سياسات الدولة تجاه مواطني سيناء وحقوقهم ومصالحهم وقبولهم في أجهزة الدولة ومؤسساتها المختلفة . وقال نور ، خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقده بالمدينة ، إننا لن نقبل أن يعامل أبناء سيناء كمواطنين من الدرجة الثانية ولن نقبل أن تتحول سيناء إلى معتقل كبير وحزام ومنطقة ملغومة عسكرية أمنية فلا يمكن أن ننتزع جزءا من الوطن ونحوله إلى معتقل كبير ، مضيفا " نرفض التفرقة في المعاملة بين ابن سيناء وبين غيره من أبناء مصر فلا يعقل أن يحرم ابن سيناء من دخول كلية الشرطة والكليات العسكرية أو يكون وكيلاً للنيابة أو قاضياً " . وأكد نور أن أي تفرقة على أساس العقيدة أو الموقع الجغرافي هي تفرقة ظالمة ، واعداً بأن الدستور الجديد سيقر قوانين ومبادئ شفافة وواضحة للمواطنة. وأدان نور الممارسات الأمنية الفجة التي تعرض لها أبناء سيناء خلال الشهور الماضية وما زالت مستمرة حتى الآن ، ووعد بأن أول قرار سيصدره بعد إعلان فوزه في الانتخابات هو الإفراج عن المعتقلين ، وأنه سيذهب إليهم بنفسه ليفرج عنهم ويصافحهم ويقدم اعتذار الدولة المصرية لهم على ما تعرضوا له من تعسف ويطلب منهم أن يسامحوا هذا الوطن على ما وقع قي حقهم من اضطهاد لا يمكن أن نقبله . ووعد نور بمحاربة كل من شارك في هذا الظلم قائلاً بأننا لن نترك جلادا أو طاغية حتى يلقى عقابه أمام الناس قبل أن يلقاه أمام الله تعالى. ووعد نور بإيجاد حل فوري لمشكلة تمليك الأراضي خلال ثلاثة أشهر من توليه الحكم ، مشيراً إلى أن الحزب لديه برنامج واضح بشأن تمليك الأراضي وسيتم إعادة دراسة القواعد الظالمة التي تمنع تملك أبناء سيناء لأرضهم وستكون سيناء جزءاً من القانون المصري لا تحكمها قرارات إدارية من الحكومة. وتعهد نور بتوفير الحماية لمندوبي ووكلاء الحزب الذين يشاركون في الرقابة على صناديق الاقتراع والفرز وقال إنه لن يسمح أن تمس شعرة من جسد الوكيل. ودعا نور المواطنين إلى الوقوف وقفة الأبطال يوم الانتخابات وأن يجتمعوا على كلمة الحق ويعتصموا بحبل الله تعالى. واعتبر مراقبون للشارع السيناوي أن نور على ما يبدو يحصد في العريش ثمار السلوك العنيف لأجهزة الدولة تجاه أبناء سيناء الفترة الأخيرة واتساع عملية الاعتقالات ، حيث أكد الكثيرون من أهل العريش أنهم لن يعطوا الحزب الوطني أو أي من مرشحيه في الرئاسة أو البرلمان أصواتهم . بل وأكد أكثر من قيادة حزبية في الحزب الوطني نفسه لمراسل "المصريون " أنهم لن يقفوا مع مرشح الحزب في الانتخابات المقبلة . وكان الحزب الوطني قد عقد مؤتمرا جماهيريا أمس الأول في العريش لم يحضره سوى بعض عشرات من أعضاء الحزب وأقاربهم ، في إشارة واضحة إلى حجم الغضب والاستياء الذي يشعر به سكان المدينة .