اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم /الجمعة/ بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيارة ميانمار منتصف الشهر الجاري، معتبرة أن الزيارة من شأنها دفع العلاقات بين البلدين للأمام في وقت احتدم فيه الجدل حول ما إذا كانت إدارة أوباما تتحرك بسرعة كبيرة في حث ميانمار على اتباع سياسات أكثر انفتاحية. فقد أوضحت صحيفة (وول ستريت جورنال)، أن زيارة أوباما لميانمار تمثل خطوة جديدة في طريق سعي الدولتين للانخراط بشكل أكبر مع بعضهما البعض، كما ترمز إلى التحول النوعي الكبير في سياسات دولة استطاع رئيسها أن يثنيها عن حالة العزلة الدولية التي كانت تحيط نفسها بها وجعلها الدولة المضيفة والرئيسية في أجندة جولة الرئيس أوباما لآسيا. ومن المقرر أن يجتمع أوباما خلال زيارته لميانمار بزعيمة المعارضة أونج سان سو تشي وعدد من المسئولين الحكوميين بالإضافة إلى الرئيس تين سين، فيما اعتبر مسئول بالبيت الأبيض - حسبما نقلت الصحيفة على موقعها الإلكتروني - أن هذه الزيارة تنطوي على "فرصة كبيرة لدعم التحول الديمقراطي في ميانمار وبناء علاقات ثنائية قوية". ومن ناحية أخرى.. قالت الصحيفة أن تعزيز العلاقات الأمريكية مع ميانمار سوف يترتب عليه آثار بالنسبة للجهود الأمريكية في مواجهة النفوذ الصيني في المنطقة، لذلك أكدت واشنطن على ضرورة اتباع ميانمار سياسات أكثر انفتاحية بعد أن كانت دوما تدور في فلك النفوذ الصيني. وأشارت (وول ستريت جورنال) إلى أن اشتعال النزاع الطائفي في ميانمار خلال الفترة الأخيرة بين الأقلية المسلمة والبوذيين أكد أنه يتوجب على الرئيس تين سين بذل المزيد من المهام لتلبية شروط الولاياتالمتحدة في تعزيز علاقاتها مع بلاده. ومضت الصحيفة في سرد العراقيل التي تقف أمام تعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومينمار؛ لافتة إلى أن عدم قطع ميانمار علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية حتى الآن، رغم تعهدها بالقيام بذلك مرارا، يثير مخاوف واشنطن بشكل كبير. من جانبها، اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن قرار أوباما بأن تكون آسيا هي جهته الأولى منذ أن أعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية تؤكد حقيقة رغبة البيت الأبيض في إعادة توجيه السياسات الخارجية الأمريكية نحو منطقة المحيط الهاديء خلال الفترة القادمة. وذكرت الصحيفة - في تعليق لها حول هذا الشأن أوردته على موقعها الإلكتروني - أن توقيت جولة أوباما في آسيا، التي تشمل ميانمار وتايلاند وكمبوديا، يأتي بالتزامن مع تنامي الاستياء الشعبي في هذه الدول من النفوذ الصيني فيها ودوره في استخراج مواردها الطبيعية، وهو ما يدعم مساعي واشنطن في جذب حلفاء الصين إلى ملعبها. ولم يسلم قرار الرئيس أوباما بزيارة ميانمار من الانتقادات؛ حيث تناولت الصحيفة تصاعد الانتقادات التي وجهتها منظمات حقوقية دولية في هذا الشأن، والتي اعتبرت أن مثل هذه الزيارة الرئاسية رفيعة المستوى شيئ سابق لأوانه نظرا لتصاعد النزاع الطائفي في ميانمار ومواصلة الحكومة هناك في احتجاز الناشطين السياسيين. ويشار إلى أن البيت الأبيض أكد في بيان له أن الرئيس أوباما يعتزم التطرق خلال جولته الآسيوية إلى مناقشة العديد من الملفات، من بينها الملفين الأمني والاقتصادي وملف حقوق الإنسان بتلك الدول.