الضربات الموجعة التى ألمت بشعبنا المسكين والمستكين أقعدته،حتى صار فى ذيل قافلة جيرانه،فلاعلمُ يميزه كما كان سابق عهده على كثرة الجامعات والصروح،ولاديمقراطية تتوجه فتجعل غيره من الشعوب ينهل منه كما كان سابق عهده، بل ولاحتى اللعب أصبح فيه مميزا رغم فوزنا بدعوات الملايين فى كأس إفريقيا المنصرم، ولا أدرى إلى أين يسير الموكب واين يحط الركب، صحيح اننا شعوب استمرأت الذل والهوان ورضيت بفتات العيش وكفافه حتى لم تعد تطمح أو تطلع إلى مغنم، فيكفيها أن تنام مهدودة الأركان وكسيرة الوجدان بكل مايفعل بها،لا أعلم سببا واحدا لرضوخنا، ولا أعلم سببا واحدا لمجتمع انقلبت فيه كل الموازينن حتى أضحى الصواب خطا والخطأ صوابا، وكل هذا ونحن المغلوبين المقهورين،المؤامرة على القضاة والشعب فى سبات عميق،المؤامرة على الشرفاء من الصحفيين والشعب فى سبات طويل، المؤامرة على أساتذة الجامعات والشعب الأمين مستكين،المؤامرة حتى على لقمة العيش والشعب أذن من طين وأخرى من عجين،الثراء الفاحش والفقر المدقع وكأن الأمر لايعنينا، تحرك العالم من حولنا ونحن تشبثنا بالأرض وتسمرت أقدامنا حتى لايغرقنا الطوفان،تعاقبت الحكومات ومن ديَن إلى دين ، ومن هم إلى هم، ومن غلاء إلى غلاء،ومن تزوير إلى تزوير ومن إعتقال إلى اعتقال، ونحن نسبح بحمد الضعف والذل والهوان ولا أعلم لذلك سببا منطقيا،لكن الذى أعلمه أننا إن قلنا يوما لا، سيتغير كل شئ،وإن أخذ وقتا طويلا، إن رفعنا رءوسنا التى دفنت فى الرمال دهرا، فلن نحنيها ثانية إلا لله، وسنعيش أعزاء .. كثيرة هى تلك المفاهيم التى ينبغى أن نغيرها فى أنفسنا ومجتمعنا،كفانا خوفا على لقمة العيش،كفانا تضييعا لحقوقنا،إلى متى نمكث فى بيوتنا وغيرنا يصوت لنا، ويتحدث باسمنا، إلى متى نكمم أفواهنا وغيرنا يتحدث باسمنا،إلى متى أميتنا الثقافية رغم كثرة شهاداتنا؟ مادفعنى إلى هذا هو ذلك الحوار المرير الذى جاء على لسان احد أساتذة الجامعات الأميين ثقافيا والمغيبين فكريا عن الساحة وهو يرى مايحدث مع القضاة، وأراه يعلق بان مايحدث معهم يستحقونه، لأن الحكومة رفهتم وأعطتهم اكثر ممايستحقون، بكيت على وطنى من هذا الكلام، وبكيت على العقول الخاوية وإن حصلت على أعلى الشهادات وهى تفكر بهذا المنطق وبهذا المنظور، فى زمن تغير فيه كل شئ إلا نحن ،إذا كان هذا هو تفكير أحد رجالات العلم، فلاننتظر من غيرنا أن يقدم لنا شيئا غير التعازى، ادركت ساعتها أن تصنيفنا علميا بين الجامعات منطقفيا، لأن الجامعات أصبحت تخرج أميين وهذا هو الحال،لم يعد العلم يُطلب من اجله، إنما من أجل الشهادات، وذكرنى هذا بحال الطالب الذى يذاكر ليحصل على اعلى الدرجات، ثم إذا خرج من لجنة الإمتحان نسى كل شئ عن المادة التى درسها،هل حقا تغير الزمن، أم نحن الذين اصبحنا لانرى مواطئ الأقدام؟ هل حقا التغيير يأتى بقرار، أم أن المجتمع بأسره فى حاجة إلى تغيير شامل؟هل حقا نستحق مانحن فيه ام انه ابتلاء للتمحيص والتحلية؟ اسألةٌ لا أعلم لها جوابا.... [email protected]