تظاهرت بعض القوى الإسلامية وقوى ثورية أخرى مؤخرًا للمطالبة برحيل النائب العام، لأن النائب العام تاريخه معهم على غير ما يرام، فهو الذى كان يصرح بدفن جثههم بدون إجراء أى تحقيق، بعد موتهم تحت تعذيب نظام مبارك البوليسى الفاشى.. على أثر خرجت بعض القوى المدنية تتباكى وتنادى باحترام القضاء وتذهب إلى النائب العام جريًا على مبدأ "كيد النسا" للتيارات الإسلامية، إذا قالت الشيء فعلوا نقيضه فى الحال، واستغل بعض رجال النظام السابق والمحللين له، منهم رفعت السعيد، هذا الرجل تخطى الثمانين من العمر، عمل طوال حياته على صبغ أفكاره ودراساته ومقالاته وحواراته باللون الأحمر، يحقد على التيارات الإسلامية حقدًا شديدًا، بل تعداه إلى الإسلام نفسه، وما زال يكيد لهم حتى لو تحققت على أيديهم الإصلاح كله وجعلوا مصر فى صدارة الدول، ماذا ننتظر منه وقد تدرب وتعلم على "هنرى كورييل" الصهيونى مؤسس اليسار فى مصر؟ وهو الذى أسدى لإسرائيل خدمات جليلة، مما جعل القوم يشيدون به وبانجازاته حتى اليوم، ويا ليت خلفائه يستحون ويتعظون ويضعون فى أعينهم حصوات الملح، فمازالوا يتبجحون ويفترون ويزورون أحداث التاريخ، هؤلاء الذين عابوا على العرب ومصر بالذات اشتراكها فى حرب فلسطين 1948، تنفيذًا لتعليمات هنرى كورييل.. ذهب الدكتور رفعت السعيد الذى أيد شفيق مرشح الثورة المضادة، والذى وعد بسحق الثوار إذا عادوا إلى ميدان التحرير ثانية، فلهم فى موقعة عبرة وعظة.. فالرجل مازال لا يريد أن يصدع بالحق أو يتراجع بعد الفضائح والملاحقات القضائية التى مُنى بها رائده شفيق، فالصدع بالحق من شيم الأقوياء، الرجال الشجعان الذين يؤيدون الحق، لا الذين يتباكون على أيام البيادة وسنينها ولا يحنون إلى الحكم العسكرى الفاشى البوليسى، الذى أهلك الحرث والنسل وعاث فى الأرض فساداً وبدد ثروات مصر على نزوات البطولات الزائفة ونزقها، التى أضرت بمصر والدول العربية وسمحت لإسرائيل بالتوغل فى الدول العربية وأراضيها.. فهؤلاء لا يسعون إلا على مصالحهم قبل كل شىء، ففى عهد الحكم البوليسى الفاشى كونوا الثروات وسكنوا القصور بعد أن كانوا يسكنون الشقق المتواضعة، وعينوا فى أرفع المناصب والسعيد نفسه كان سعيداً، عينه المخلوع مبارك فى مجلس الشورى أكثر من مرة، وخصص له حراسه تحميه من الشعب، نظير المعارضة الكرتونية المحللة (لعن الله المحلل والمحلل له) لنظامه حتى يظهر بصورة طيبة أمام العالم، هل تعرض السعيد وأمثاله للسجن؟ هل صودرت أمواله؟ هل تعرض للتعذيب حتى الموت؟ هل انتهكت أعراض ذويه أمامه؟ هل تعرض لزوار الفجر؟ هل امتهنت كرامته، مثل كوادر التيارات الإسلامية؟ التى يختارها الشعب التى تعرضت لهذه الأفعال طوال ستين عامًا من الحكم القمعي الذي سودتم آلاف الصفحات في مدحه وتأييده. خرج الرجل الذى هو على مشارف الآخرة وسوف يقابل وجه كريم، من مكتب النائب العام وهو يستخدم منهجه الكيدى فى تفسيره للأحداث الذى يستخدمه طوال حياته، ففى مداخلة مع أحد البرامج التليفزيونية قال بعد أن ظن أنه أحرز نصرًا عظيمًا على الدكتور مرسى وتياره الإسلامى، فقال إنه ذهب للقاء النائب العام مع قادة التيار المدني، والذى قال لهم إنه سيكشف كل الحقائق التى أخفاها طوال سنتين من عمر الثورة، وقال السعيد إن سبب هذه المطالبات برحيل النائب العام هو خوف الإسلاميين من فتح الملفات التى من الممكن أن تعصف بهم، سيفتح ملفات تزوير الانتخابات لحساب مرسى بالرغم من أن شفيق هو الفائز على حد زعمه (ولنا أن نسأل القضاة والنائب العام، أليس هذا قدح في القضاء والقضاة؟ من الذي أشرف على الانتخابات أليس هم القضاة؟ ومن الذي حقق في المخالفات والطعون أليس رئيس المحكمة الدستورية العليا ومعه أرفع القضاة في مصر؟ أسئلة موجهة لرفعت السعيد والنائب العام والمستشار الزند والتيار العلماني الذي يحترم القضاء إذا جاءت أحكامه لصالحهم وتتهمه بالأخونة إذا جاءت على غير هواهم، وواصل السعيد كلامه للمذيعة التي كانت أكثر وعيًا وإدراكًا منه بالرغم من عملها عند نجيب ساوريس الذى يقود الحرب مع السعيد وأمثاله، قال: "هناك أطراف تخاف من فتح ملفات فتح السجون وتهريب مسجوني حزب الله ومنهم الرئيس مرسي نفسه، ولنا أن لماذا لم يفاتحه فى عدم تفعيل البلاغات ضد حبيبه شفيق إلا عندما تأكد من استقراره بالإمارات العربية المتحدة؟!!! وهنا قالت له المذيعة:"ألم تطلب كل الأطياف الثورية عزل النائب العام منذ سقوط مبارك، لم يكن مطلب الإسلاميين وحدهم، هل هؤلاء كانوا فى خوف من فتح الملفات ضدهم هم الآخرين؟!! ، فبهت الذى أدعى ولم يعلق. ودخل على الخط الأخ المناضل مصطفى بكري الذي حير العقول كلها لتقلبه الدائم ولعدم ثباته على موقف، وزعم أن النائب العام أخبره بأن الرئيس مرسى طلب من الأجهزة عمل مذكرة عن الداعين لتظاهرة ثورة 24 أغسطس التى قدمت طلبًا للقبض عليه هو وأبو حامد وتوفيق عكاشة واعتقالهم يوم 22أغسطس لولا أن النائب العام رفض الانصياع للدكتاتور مرسى، الذى فاق مبارك فى تجبره، وأين كان النائب العام نفسه عندما صدر قرار باعتقال الدكتور مرسى والعريان والبلتاجى والكتاتنى، وخمسين آخرين من جماعة الإخوان المسلمين ليلة جمعة الغضب يوم 28/1/2011، فى الوقت الذى كان بكرى وصبيان الرائد موافى يبرزون مناقب الرئيس الوطنى مبارك فى قنوات غسيل الأموال، رجال الأعمال أصدقاء مبارك، وزعم بكري أن مبارك يختلف عن زين العابدين بن على، فهو كافح وناضل من أجل رفعة هذا البلد ولا يريد أن يدفن إلا في هذا البلد. وفى النهاية يجب أن نشكر الرئيس مرسى الذى أعطى مصلاً للجميع للتحرر من حبوب النفاق، بكري الذي سطر آلاف الصفحات في مدح الرئيس المخلوع يتباكي اليوم على إهدار المؤسسات في ظل الرئيس مرسى وهو الذى قال لمبارك: "يا ريس أنت قدوتنا ونحن زادنا ورجالك، نلتف حولك بقلوبنا، نهدف إلى مصلحة النظام قبل الحكومات، نعتبرك رمزًا وطنيًا وضرورة موضوعية في هذا الوقت، لذلك نلجأ إليك فأنت الحكم.."، "سيادة الرئيس.. أدرك أنك مثلنا، أوجاعك هى أوجاعنا، وآمالك هي آمالنا، دمك من دم الوطن، وقلبك ينبض باسمه، فهات لنا حقوقنا". يتباكى اليوم ويصرخ في وجه مرسي ويقول له إلا القضاء يا مرسي. أما الموقف المحير فقد جاء من الكاتب الصحفي حمدي رزق المعروف للقاصي والداني ولا داعي لبيان ذلك فأرشيف مجلة "المصور" وجريدة "المصري اليوم" مليء لبيان ما هو الرجل وما هو فكره وما هي الظروف التي جعلته في خلال عشرين عامًا يتحول من مجرد مراسل صحفي في مدينة الأقصر إلى إمبراطور في بلاط صاحبة الجلالة، كتب يحرض المسئولين على عصيان الرئيس المنتخب بإرادة شعبية ويشبه الذين رضخوا للعزل بأنهم قطط سيامى منهم المشير طنطاوي، والفريق عنان، واللواء مراد موافي، مدير المخابرات الأسبق، وعدد من قيادات الشرطة، ورئيسا جهاز المحاسبات وجهاز التنظيم والإدارة الذين أقيلوا في ظروف متشابهة، ويعيب عليهم عدم صدور رد فعل منهم يوحى بالرفض أما القضاة الذين رفضوا قرارات مرسى فيصفهم وليست القطط السيامي، التي تضرب بالأقدام ثم من بعد ذلك تلعق قدم ضاربيها – على حد وصفه- بعد رفض النائب العام عبد المجيد محمود، الانصياع لأمر الرئيس بقبوله لمنصب سفير بالفاتيكان. [email protected]