أعلنت معظم الجهات والمؤسسات التجارية والقطاعات الشعبية رفضها التام لتطبيق قرار غلق المحلات بعد العاشرة مساء، فقد طالبت الغرفة التجارية بأسوان خلال اجتماعها اليوم برئاسة محمد أبو القاسم رئيس الغرفة اليوم، باستثناء محافظة أسوان من تطبيق قرار مجلس الوزراء بغلق المحال التجارية فى العاشرة مساء. وقال شعبان خوجلى مدير عام الغرفة بأسوان إن القرار سيتضرر منه نحو 40 ألف منشأة تجارية وسياحية على مستوى المحافظة، نظرا للطبيعة الخاصة بمحافظة أسوان من الناحية المناخية والسياحية، فضلا عن أن معظم المحال والمنشآت التجارية والسياحية يتم إغلاقها يوميا ما بين الساعة 3 إلى 6 مساء، نظرا لطبيعة حالة الطقس ودرجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف التى تصل لأكثر من 44 درجة مئوية، بالإضافة إلى أن معظم أنشطة التسويق السياحى بالمحافظة ترتبط بأوقات متأخرة من الليل نظرا للظروف المناخية بالنسبة للسائحين الأجانب. وتم خلال الاجتماع الموافقة على إرسال مذكرة للسيد أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية تتضمن توصيات مجلس إدارة الغرفة التجارية بالمحافظة بشأن تضرر المحافظة من تطبيق القرار والمطالبة باستثنائها منه لما يمثل تضررا بالغا لأكثر من 40 ألف منشأة ومحال تجارى وسياحى بالمحافظة، مؤكدا أن المذكرة سيتم رفعها من الاتحاد العام للغرف إلى مجلس الوزراء والحكومة للاطلاع عليها بشأن استثناء المحافظة من القرار الحكومى. فى الوقت نفسه، قال عاطف يوسف أمين عام الغرفة التجارية بأسيوط إن قرار إغلاق المحال التجارية فى العاشرة مساء قرار خاطئ وله مردود سلبى على الاستثمار فى مصرن وجاء هذا القرار فى اجتماع مجلس المحافظين فى عجالة دون دراسة. وأشار أمين عام الغرفة التجارية بأسيوط إلى أنهم قاموا بدراسة هذا الموضوع عام 2008 فى الوقت الذى كان فيه الأمن المصرى بكامل قوته ولم تتمكن الجهات المعنية وقتها من تنفيذه دون آلية تنفيذ ودون أخذ رأى الغرف التجارية المختصة بهذا الموضوع. وقال يوسف إن هذا القرار له مردود سلبى من الناحية الاستثمارية والناحية التجارية فى ظل الركود الحالى. وأكد يوسف أنه لو طبق هذا القرار سوف يشرد 2 مليون عامل يعيشون على العمل فى الفترات المسائية. وأضاف يوسف أنه لابد من مراعاة ظروف كل محافظة على حدة حسب ظروفها المناخية والأمنية والاقتصادية. من جانبها، طالبت نقابة الصيادلة وزير التنمية المحلية باستثناء الصيدليات من قرار غلق المحال فى الساعة العاشرة مساءً والذى من المنتظر البدء الفعلى فى تطبيقه خلال أيام. وأضافت النقابة فى خطاب للوزير أن هذا يأتى نظراً لأهمية توفير الخدمة الدوائية المستمرة للمريض المصرى وحتى تتمكن الصيدليات من تقديم الخدمة الطبية لجمهور المرضى فى كل الأوقات، ولضمان حصول المرضى على دوائهم فى أى وقت من الليل أو النهار. ولفت الخطاب النظر إلى أن الصيدليات العامة تعتبر أحد مراكز الإسعاف التى تقدم الخدمة الطبية لجمهور المرضى طوال الوقت، فضلا عن أنه فى حالات الطوارئ لا يستطيع المريض الانتظار لفترات طويلة. وأكدت النقابة أن عدد الصيدليات العاملة بالخدمة الليلية لا تغطى احتياجات كل المرضى، كما أنها تحصل على مقابل مادى نظير الخدمة التى تؤديها، مما يكلف ميزانية الوزارة أعباء إضافية إذا ازداد عدد صيدليات الخدمة الليلية. وأعلنت نقابة صيادلة الإسكندرية تأييده لهذا الخطاب لأن الصيدليات ليست محال تجارية أو سياحية بل هى خدمة طبية عاجلة تقدم للمرضى فى أى وقت. وأوضحت النقابة أن المادة رقم 38 من القانون رقم 127 لسنة 1955 بشأن مزاولة المهنة تنص على أنه "تحدد مواعيد العمل بالصيدليات وما يتبع فى الإجازات السنوية والراحة الأسبوعية والأعياد الرسمية ونظام الخدمة الليلية بقرار أصدره وزير الصحة العمومية بعد أخذ رأى النقابة، بحيث لا تقل ساعات العمل اليومية عن ثمانى ساعات. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه اتحاد الثورة المصرية بالبحيرة رفضه لتطبيق قرار إغلاق المحلات فى الساعة العاشرة مساء خلال الأسبوع القادم ويعتبره قرارا متسرعا وغير مدروس وله عواقب وخيمة. وتساءل الاتحاد: هل تم الاستعداد للتعامل مع التبعات الاقتصادية والأمنية لهذا القرار وهل تم تقدير المردود السلبى والإيجابى لتطبيقه والذى سيؤثر على حياة الملايين من المواطنين الذين يعملون بالورادى الليلية فى المحلات والمطاعم والمقاهى والمناطق السياحية. وأكد محمد جرامون رئيس اتحاد الثورة المصرية بالبحيرة أن هذا القرار سيساهم فى ازدياد طابور البطالة وزيادة الباعة الجائلين مستغلين إغلاق المحلات وكيف سيتم التعامل معهم, وسيكون هذا القرار فرصة ذهبية لمن يمارسون الجرائم والسرقات مستغلين إظلام الشوارع واختفاء المواطنين منها فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى تعيشها البلاد. وطالب جرامون الحكومة بالبحث عن حلول بديلة لتوفير الطاقة الكهربائية أو فرض شرائح كهرباء أعلى بعد الساعة الحادية عشرة مساء متسائلا عن كيفية تطبيق هذا القرار فى المحافظات السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان وهى محافظات شديدة الحرارة معظم أوقات السنة فى ظل تعود السائحين للسهر حتى الصباح فى الشوارع والمحلات والكافيهات، الأمر الذى سيؤدى إلى توجيه ضربات جديدة للسياحة فى وقت نحن فى أمس الحاجة لعودة هذا النشاط.