ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية اليوم الأربعاء أن إعصار ساندي المدمر، الذي ضرب السواحل الشمالية الشرقية للولايات المتحدة وخلف دمارا واسعا في عدد من الولايات ، وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام اختبار لإدارة الأزمات قد يعني فشله فيه خسارته لمنصبه ، خاصة أن الكارثة وقعت قبل انطلاق عملية التصويت في انتخابات الرئاسة الأمريكية بأسبوع واحد. وقالت المجلة -في تقرير نشرته وبثته اليوم على موقعها على شبكة الإنترنت - إن كارثة الإعصار فرضت على أوباما أن يلعب دور "مدير الأزمات" ، وهو الدور الذي حاول أوباما أن يظهر مهاراته فيه ، وأن يبرهن للأمريكيين قدرته على إدارة البلاد في مواجهة هذه الأزمة حتى قبل أن يبدأ الإعصار في ضرب السواحل الأمريكية. وأشارت المجلة في هذا السياق إلى الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي يوم أول أمس الإثنين قبل ساعات قليلة من وصول الإعصار، حيث أوضح لشعبه أنه تحدث مع جميع حكام الولايات في شمال شرق البلاد، كما تواصل مع الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وحث الجميع على أن يبقوا في حالة تأهب مستمر، كما عمل على طمأنة المواطنين بالتأكيد على وجود ما يكفي من مخزون الأغذية ومياه الشرب، وقدرة البلاد على مواجهة الأزمة ، ثم اختتم كلمته بالقول بأن "الأمريكيين يتكاتفون سويا في أوقات الأزمات". وأشادت مجلة "دير شبيجل" الألمانية في تقريرها بهذا الدور الذي لعبه أوباما بوصفه رئيسا ومديرا للأزمات، حيث قالت أنه فعل بالضبط ما توقعه منه الأمريكيون في وقت تقترب فيه عاصفة مدمرة مثل ساندي من ديارهم، فقد قام بتنحية أمور السياسة جانبا وعمل كمسئول مهمته منع وقوع كارثة كبرى. وأوضحت المجلة الألمانية أن أوباما، الذي ألقى باللوم على سلفه لفشله في التعامل مع أزمة كاترينا ، يتوجب عليه الآن أن يتجنب هذا الفشل مع الأزمة الحالية..لافتة إلى أنه في حالة نجاح أوباما على هذا الصعيد ، فإن كارثة ساندي ستقوده، بلا شك ، لتحقيق الفوز في انتخابات الأسبوع المقبل. وقالت المجلة إن الكارثة بدأت لتوها، فقد أمضى الأمريكيون على الساحل الشرقي ليلة مرعبة مساء الإثنين، ولقي عشرات الأشخاص مصرعهم، وغرق نحو 7 ملايين مواطن أمريكي في ظلام دامس، وتعرضت مدن كاملة وأحياء مثل حي مانهاتن الشهير في نيويورك للغرق، كما فرضت حالة الطوارئ على مفاعل نووي بولاية نيوجيرسي قبل أن يتم إغلاقه كإجراء وقائي. واختتمت مجلة "دير شبيجل" الألمانية تقريرها بالإشارة إلى أنها لحظة بدء العمل بالنسبة لأوباما وفريقه ، فبقدر ما سيقدمه الرئيس الأمريكي من رعاية للمتضررين ، وبقدر توفير ما يكفي من الأغذية ، وبقدر سرعة عودة الكهرباء للمواطنين، سيتحدد مدى نجاح أوباما في إدارته للأزمة ، ومن ثم امكانية نجاحه في البقاء رئيسا للولايات المتحدة.