أعلنت منظمات الأممالمتحدة المعنية بالمساعدات الانسانية إلى سوريا أن فشل الهدنة التى كانت مقترحة من قبل المبعوث الدولى العربى المشترك الأخضر الابراهيمى قد شكل عائقا أمام نجاح هذه المنظمات وشركائها المحليين فى ايصال المساعدات الانسانية الى الالاف من السوريين فى مناطق المختلفة وبخاصة الى المدنيين الأكثر تضررا فى مناطق تشهد قتالا عنيفا منذ شهور. وأكدت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمى فى جنيف اليزابيث بيريس فى مؤتمر صحفى اليوم الثلاثاء ان المنظمة الدولية كانت قد أتمت استعداداتها من أجل إيصال المساعدات الغذائية إلى المناطق فى سوريا وبخاصة تلك التى لم تتمكن أى من المنظمات الانسانية من الوصول إليها خلال الفترة الماضية . وأضافت ان الشاحنات التى تحمل المساعدات كانت قد وصلت بالفعل الى حمص لتوزيعها على حوالى 3300 عائلة ( 16500 شخص تقريبا ) ولكن وبسبب الظروف الأمنيو واستمرار القتال وعدم نجاح وقف اطلاق النار فانه لم يمكن الدخول الى المدينة القديمة فى حمص حيث المدنيين الأكثر تضررا . وقالت المتحدثة: رغم أن هناك مناطق فى سوريا مازالت المنظمات العاملة فى المجال الانسانى وبما فيها الهلال الأحمر العربى السورى عاجزة تماما عن الوصول إليها مثل المدينة القديمة فى حمص وريف حلب ودير الزور ودرعا، إلا أن برنامج الغذاء العالمى استطاع بشكل محدود الوصول بالمساعدات خلال فترة العيد الى بعض المناطق فى سوريا والتى سمحت ظروف الأمن فيها بالمرور خاصة وأن المنظمة الدولية وعبر الاتصالات تستطيع الوصول الى كافة المناطق التى لاتشهد قتالا كثيفا والتى تسيطر عليها القوات الحكومية أو المعارضة . ولفتت بيريس إلى أن الأولوية مازالت فى حمص هى الوصول بالمساعدات إلى النازحين والى السكان الأكثر تضررا فى المحافظة التى تشهد اقتتالا عنيفا منذ عدة أشهر . من جانبه أكد يانس ليركه المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الانسانية بالامم المتحدة أن فريقا قد زار حمص يومى السبت والأحد الماضيين وان حوالى 18 شاحنة تحمل مساعدات غير غذائية قد وصلت الى حدود المحافظة السورية ..غير أنه أشار إلى أن هناك تحديات كبيرة مازالت تواجه إيصال المساعدات وتوزيعها بعد أن فشل وقف إطلاق النار والهدنة التى كانت يعول عليها فى الوصول إلى المدنيين المتضررين . وقال ليركه إن المساعدات تم مدها إلى الهلال الأحمر العربى السورى وبانتظار ظروف مواتية أمنيا لتوزيعها على السكان . وفى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أكد أدريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين بالامم المتحدة أن حوالى 550 طنا من المساعدات كانت جاهزة فى حال نجاح هدنة العيد ليتم توزيعها على العائلات السورية ولكن استمرار العنف منع ذلك. وأشار ادواردز إلى أن المفوضية وبرغم الوضع الأمنى الصعب فانها وشركاءها حققا بعض التقدم على صعيد مد بعض المساعدات العاجلة إلى عائلات فى حمص وجنوب الحسكة والرقة وحلب. وقال إنه وبالرغم من وصول 12 شاحنة تحمل مساعدات الى حمص السبت الماضى فان فشل الهدنة واستمرار الوضع الأمنى الصعب لم يسمح بتوزيعها وتم مدها الى الهلال الاحمر العربى السورى والذى قد يمكنه توزيعها خلال الاسابيع القادمة وهو ايضاماينطبق على المساعدات الى الرستن وتلبيسه .