علمت "المصريون" أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أبلغ الحكومة المصرية عدم رغبته في التجديد له كأمين عام للجامعة العربية في الفترة القادمة ، داعيا القاهرة للبحث عن أمين عام جديد للجامعة بما يضمن استمرار سيطرة بلد المقر على المنصب وهو الأمر الذي اعترضت عليه عديد من الدول العربية. وفسرت مصادر مطلعة أسباب رغبة موسى في الرحيل من الجامعة إلى دخول علاقاته بأغلب الدول العربية نفقا مظلما بداية من أزمته الشهيرة مع الكويت بسبب اتهامات كويتية بدعمه لصدام حسين بعد زيارته الشهيرة للعراق وتدهور علاقاته مع دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أزمة عدم طرح مبادرة الشيخ زايد أثناء القمة العربية بشرم الشيخ ، والقاضية بتنحي صدام حسين عن حكم العراق مقابل منع قيام الحرب أثناء قمة شرم الشيخ ، ووصولا إلى علاقته مع الجزائر التي تريد اعتماد مبدأ التدوير لمنصب الأمين العام ، وأخيرا جاء التوتر الكبير بين موسى والحكومة العراقية لاعتراضه على محاولات تهميش الهوية العربية للعراق في الدستور العراقي الجديد ، ليقنع موسى بعدم جدوى البقاء في جامعة غير قادرة على الحركة أو المبادرة . وأبلغت مصادر قريبة من موسى "المصريون" أن الأمين العام يشعر باستياء بالغ نتيجة موقف الدول العربية شديد السلبية من خططه لتفعيل دور الجامعة وتطوير الأمانة العامة ، وحرص الدول العربية على عرقلة محاولات إصلاح الجامعة وهيكلتها عن طريق عدم الالتزام بالحصص المالية الخاصة بكل دولة ، رغم أن هذه الدول تبادر فورا بدفع حصصها في الأممالمتحدة . وتوقعت المصادر أن تشهد المرحلة المقبلة توترا جديدا في علاقة موسى بالعديد من الدول العربية الراغبة في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل ، خصوصا وأنه يرى أن إسرائيل لا تستحق أي مكافأة عن انسحابها من غزة .كما أن موسى أبلغ تونس استياءه الشديد من الدعوة الرسمية التي قدمتها لشارون للمشاركة في قمة المعلومات الدولية. وأشارت المصادر إلى إمكانية أن تتفهم الحكومة المصرية رغبة موسى في عدم الاستمرار كأمين عام للجامعة العربية في ظل إدراكها لوقوف أغلب الدول العربية عائقا أمام التجديد له مما سيشكل حرجا بالغا ، مشيرة إلى أن الحكومة تبحث حاليا عن شخصيات ذات ثقل تحظى بقبول عربي لخلافة موسى في ظل وجود مساعي محمومة لدى عديد من الدول العربية منها الجزائر التي ترغب في كسر احتكار مصر للمنصب بترشيحها وزير خارجيتها السابق الأخضر الإبراهيمي واليمن التي سترشح رئيس وزرائها الأسبق محسن العيني ناهيك عن الرياض التي ترددت شائعات قوية عن ترشيحها وزير خارجيتها سعود الفيصل لشغل المنصب. و أفادت مصادر أن الحكومة تبحث تكريم موسى بشكل يليق بما قدمه للدبلوماسية المصرية والعربية وتتبنى أجنحة في النظام ضرورة تعيينه مستشارا سياسيا للرئيس مبارك كمكافأة نهاية خدمة له.