هنَّأ د.أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف - حجاجَ عرفات بهذا اليوم العظيم الذي يُباهي الله بهم فيه أهل السماوات، والذي وردت فيه كثيرٌ من الأحاديث تبين فضله؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من يومٍ أفضل عند الله من يوم عرفة؛ ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيُباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا ضاحين، جاءوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة))؛ أخرجه ابن حبان. وأضاف: وعنه - صلى الله عليه وسلم -: ((ما رُئِي الشيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة؛ وما ذلك إلا لما رأى من تنزُّل الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام، إلا ما رُئِي يوم بدر))؛ أخرجه مالك. وتابع: وعن عمر - رضي الله عنه - أنَّ رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرأونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتَّخذنا ذلك اليوم عيدًا، قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]. وقال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي - صلى لله عليه وسلم - وهو قائمٌ بعرفة يوم جمعة؛ أخرجه البخاري. وأوضح أنه في يوم عرفه تتجلَّى مظاهر المساواة بين المسلمين؛ فنراهم كلهم في مكان واحد، مرتدين لباسًا واحدًا، يُردِّدون دعاء واحدًا: "لبيك اللهم لبيك"، فهنا يصير المسلمون كلهم جسدًا واحدًا ولحمة واحدة، ومن خلال صورة الوحدة التي نراها في عرفات الله ندعو الأمة العربية والإسلامية لأنْ تُشكِّل وحدة اقتصادية واحدة، في كيان كبير يقود الأمة جمعاء إلى الخير والبركة.