فور صدور القرار الجمهوري رقم 286 لسنة 2012 بتعيين اللواء أحمد حلمي عبد الحميد الهياتمي محافظا للإقليم، انطلقت مسيرات الفرح تجوب شوارع مدينة مرسى مطروح أمام ديوان عام المحافظة واستراحة المحافظ، ابتهاجا بتحقيق الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لمطالب عدد من الحركات الثورية والسياسية بالمحافظة واعتبروه انتصارا كبيرا لهم. وجاءت الاستقالة بعد معاناة المواطنين من مشكلات نقص المياه وانتشار القمامة ومياه الصرف الصحي فى بعض المناطق وضعف التواصل مع المواطنين، بالإضافة إلى ما اعتبره أهالي مطروح حائلا للوصول إلى المحافظ من خلال قيادات عسكرية تتولى عدة إدارات طالبوا بتغييرها مع المحافظ، ويأمل مواطنو مطروح إجراء التعديلات الجذرية مع المحافظ الجديد. ويواجه محافظ مطروح الجديد تركة مثقلة من عدد من المشكلات المتأزمة فى مطروح منذ عهود طويلة نتيجة لتهميش هذه المحافظة الحدودية رغم ثرواتها الهائلة سواء البترولية أو السياحية أو الزراعية مع اتساع مساحتها لتمثل 16% من مساحة مصر بامتداد ساحلي 450 كم وعمق 400 كم من الحمام شرقا إلى السلوم غربا إلى واحة سيوة جنوبا. ويأتي التواصل الشعبي والجماهيري مع أبناء المحافظة وتعيين أبناء المحافظة بالوظائف القيادية من أهم المشكلات التي يواجهها المحافظ الجديد. كما تواجهه ضرورة حل جذري لمشكلة نقص المياه والتى وعد الدكتور مرسي خلال زيارته للمحافظة الجمعة الماضية بحلها مع بداية الصيف القادم بعد الانتهاء من إنشاء محطة تحلية حاليا بطاقة 24 ألف م3، كذلك حل مشكلة أرض الضبعة التى تأزمت بعد تصريحات الرئيس مرسي الأخيرة بأنه سيتم تعويض الأهالي عن أراضيهم بثمن الأرض حاليا. ورفض الأهالي التعويض وإقامة المفاعل النووي وأقاموا خيمة اعتصام اعتراضا على إنشاء المفاعل النووي الذى يجدونه من وجهة نظرهم خطورة على سكان المنطقة وكذلك رفض إقامة أي مشروع سيادي عليها ينتفع به عدد قليل من ذوي النفوذ والأموال، كما حاول رجال الأعمال بنظام مبارك وأصدقاء جمال ابنه من الاستحواذ على الأرض لإقامة مشروعاتهم السياحية. ويطالب أهالي مطروح بضرورة الاهتمام بالثروة الحيوانية والزراعية بالمحافظة بعد تراجع الإنتاجية فى السنوات العشرة الأخيرة نتيجة لعوامل الجفاف الصحرواي. وأكد عدد من المواطنين أن اعتراضهم على المحافظ السابق ليس لأنه عسكري ولكن لضعف قراراته، مع رغبتهم فى تعيين محافظ مدني إلا أنهم قد تعرفوا على السيرة الذاتية المشرفة للمحافظ الجديد شاكرين الرئيس مرسي لسرعة استجابته لمطالب أبناء مطروح. يذكر أن أهالي مطروح قد أكدوا خلال زيارة الرئيس مرسي الأخيرة لمطروح رغبتهم فى تغيير محافظها اللواء طه محمد السيد، حيث أكد الدكتور مرسي لهم أن رسالتهم قد وصلت فاستريحوا وعودوا إلى بيوتكم، ولم يمر على وعده لهم أكثر من 72 ساعة، وجاء القرار بتعيين اللواء أحمد حلمي الهياتمي محافظا لمطروح.