تجربة انتخاب رئيس حزب " الحرية والعدالة " فريدة من نوعها، ربما ليس فى حزب الحرية والعدالة فقط، بل فى تجارب الأحزاب المصرية كلها، مما دعا القيادى الإخوانى الشهير فريد إسماعيل عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة للقول: " أتمنى من كل الأحزاب المصرية الاقتداء بتجربة حزب الحرية والعدالة فى الديمقراطية " . حيث شهدت الانتخابات نتائج غير متوقعة مطلقًا حيث خرج العريان خاوي اليدين ب 32% فقط من إجمالي الأصوات . وهى نتيجة لا تليق أبدًا بمكانة العريان التاريخية داخل جماعة الإخوان أو حتى حزب الحرية والعدالة، بينما حصل الدكتور سعد الكتاتني على 67% على الرغم من أنه مرشح من قبل الحزب لرئاسة مجلس الشعب القادم. أرجع حلمي الجزار القيادي الإخوانى وأحد الداعمين للعريان سبب خسارة العريان إلى تصريحاته الأخيرة فى الإعلام التي كانت سببًا في الإطاحة به على الرغم من إدراك أعضاء المؤتمر العام لخطورة انتخاب الكتاتنى لأنه مرشح لرئاسة مجلس الشعب القادم، فمن الممكن أن يحصل على رئاسة مجلس الشعب، وبالتالي فإنه يترتب على ذلك إجراء انتخابات جديدة لرئاسة الحزب . وأضاف أن أعضاء المؤتمر العام تخوفوا من تصريحات العريان الأخيرة حيث تسببت فى عدد من المشاكل للحزب على رأسها تصريحه بأن الرئاسة تسجل مكالمات النائب العام، وكذلك إجراؤه لعدد من المشاكل مع الإعلاميين، مما وضع الحزب فى حرج شديد أمام الرأي العام ولكنه مع هذا يرى أن العريان كان مستهدفًا من قبل الإعلام لإيقاعه فى عدد من المشاكل للحد من شعبيته داخل الحزب وفى الشارع المصرى . فى حين رفض أحمد محمود أمين عام الحزب فى السويس، القول بأن هناك ضغوطًا مورست على أعضاء المؤتمر العام لانتخاب الكتاتنى، أو حتى مجرد إحداث توجيه داخلي لانتخاب الكتاتنى . حيث أن هذا الوقت بعد ثورة يناير لا يمكن لأحد أن يتحكم فى إرادتنا ويملى علينا إرادته، مضيفًا أن العريان هو الذى أوقع بنفسه بسبب تصريحاته المثيرة التي تسبب فى حرج ومشاكل للحزب، حيث اتسمت تصريحاته بالتوتر الشديد والعصبية . فى حين قال هيثم أبو خليل المنشق عن الجماعة: إن العريان دائمًا ما يدفع نتيجة مواقفه الرمادية فهو ترك أعز أصدقاءه وهو عبدالمنعم أبوالفتوح، وباعه حينما قال: إنه ينوى مجرد النية للترشح فى رئاسة الجمهورية، وكذلك مواقفه الرمادية القديمة من تعديل لائحة الجماعة التى كثيرًا ما عصفت به هو شخصيًا مؤكدًا أنه جرى وراء السراب حينما ظن أن الجماعة ومكتب الإرشاد وخيرت الشاطر سيتركونه ليكون رئيسًا لحزب الجماعة الذى يتحكم به مكتب الإرشاد . وأكد أبو خليل أن هناك توجيهات صدرت لدعم الكتاتنى فى مواجهة العريان، وإن كنت أرى أن مكتب الإرشاد تسرع فى الدفع بالكتاتنى لرئاسة الحزب، لأنه ربما يرأس مجلس الشعب" .