أكد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية فى سلطنة عُمان أن السياسة العمانية ليست سياسة انعزالية، ولكنها سياسة تتفاعل بعقلانية مع الحقائق وتتعامل مع البلدان والشعوب وليس مع الأشخاص، موضحا أن للبعد التاريخي تأثيرا واضحا على السياسة العمانية. جاء ذلك في حوار مع برنامج "استراتيجيات" بتلفزيون سلطنة عمان . وأكد أن السلطنة مقبلة على حزمة من الإجراءات والمشاريع الضخمة على كافة المستويات الصناعية والعلمية والاجتماعية، وهذا الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة الأمور بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة القادمة، كما أن الدبلوماسية العمانية تسير نحو الترويج للسلطنة لجذب الاستثمارات الخارجية وإقامة المشاريع المشتركة وهو الأمر الذي ينسجم مع وضع المركز العماني لترويج الاستثمار تحت مظلة وزارة الخارجية. وردا على سؤال عن العلاقات العمانية المصرية ومدى تأثرها بالربيع العربي قال إن السلطنة ستبقى على الدوام وفية لأشقائها وهي حريصة دائما وفي كل الظروف والأحوال على قوة علاقاتها مع أشقائها العرب، كما أن الرئيس محمد مرسي يدفع بالحفاظ على متانة العلاقات العمانية المصرية بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين والشعبين العماني والمصري. وأضاف أن مصر دولة عربية كبيرة تتحمل مسؤوليات ضخمة في إطار النظام العربي الشامل، وينبغي دعم مصر حتى تكون خالية من المشكلات الداخلية بكافة مستوياتها كي تلعب دورها الطبيعي في الإطار العربي. وفي إجابته على سؤال لبرنامج «استراتيجيات» حول وجود مساع للسلطنة للحصول على الطاقة النووية قال إن السلطنة قررت عدم المضي قدما في هذا الأمر لمخاطره المختلفة، وأنها لن تتجه نحو بناء أي مفاعل نووي للحصول على الطاقة نظرا للمخاطر المترتبة على ذلك خاصة بعد الذي حدث في اليابان مؤخرا، مشيرا إلى أن الدراسات التي شاركت فيها السلطنة حول الطاقة النووية تؤكد بأن هذا أمرٌ خطيرٌ للغاية، وبخاصة للبلدان التي لا تمتلك القدرات العلمية والتقنية المتطورة. وحول سؤال عن مدى خشية السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي من إيران نووية قال إن الخشية من السلاح النووي هو أمر طبيعي بسبب احتمال الأخطاء والكوارث الإنسانية والطبيعية التي يمكن أن تتسبب بها، ويجب أن نخشى من خطورة السلاح النووي حتى لدى الولاياتالمتحدة التي تربطها علاقات صداقة مع السلطنة ودول المجلس، وقال إن استخدام المفاعلات النووية الكبيرة هو خطر على الشعوب قاطبة. وحول أسباب خروج الشباب العربي إلى الشوارع في إطار ما يعرف بالربيع العربي قال يوسف بن علوي إن ملايين الشباب خرجوا إلى الشارع لسبب حقيقي وليس لأمر مفتعل، إذ أنهم وجدوا أن النظم والقوانين في تلك الدول لم تعد تستجيب لمصالحهم. وأوضح أن هؤلاء الشباب لم يخرجوا إلى الشارع بسبب الشعارات في الأساس بل بسبب الحقائق على الأرض، حيث أن الكثير منهم كان يجد صعوبة للحصول على أرزاقهم، وعندما تهيأت الظروف خرجوا إلى الشوارع مطالبين بتحقيق رغباتهم في العيش الكريم والعمل وتغيير النظم بأخرى تستجيب لمصالحهم وتطلعاتهم، مؤكدا أن هذا أمر طبيعي في حياة الشعوب. وفي الشأن السوري قال الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية إن ما يحدث في سوريا هو أقرب إلى الثأر بين الجماعات التي تقاتل النظام السوري وبين الحكومة القائمة، وهو ثأر قديم وجدت تلك الجماعات الفرصة الآن لتسويته، إلا أن الثمن جاء باهظا لأنه يدُفع من دماء السوريين. وأضاف إن العالم متفق في الحالة السورية على أمرين أولهما وقف العنف نهائيا بكل الطرق ولهذا الأمر إجراءات يتم التباحث بشأنها بصورة جدية ومتسارعة، والأمر الثاني المتفق عليه عالميا هو أن التغيير في سوريا يجب أن يكون تغييرا كليا بما فيه تغيير النظام. وأعرب يوسف بن علوي عن اعتقاده بأن القوى المعارضة السورية بقيادة الجيش السوري الحر وصلت إلى مستوىً من الثقة والقوة تساوي الجيش النظامي، وهذا مؤشر لدفع الطرفين للدخول إلى اتفاق، وأن الصراع لا بد له أن ينتهي في نهاية المطاف.