طرح حزب "مصر القوية"- تحت التأسيس- على القوى السياسية المصرية ميثاق شرف للحد من حالة الاحتقان السياسي في البلاد، وتجنب تكرار اشتباكات الجمعة الماضية في ميدان التحرير. كما دعا الحزب إلى حوار وطني بين هذه القوى؛ تجنبا لمزيد من الاحتقان والاختلاف عند طرح مشروع الدستور الجديد الجاري إعداده للاستفتاء الشعبي، بحسب ما قاله مصدر بالحزب لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء. وميثاق الشرف المقترح من حزب "مصر القوية"، الذي يقوده المرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، يتضمن أن حرية التعبير حق للجميع بإعلان التأييد أو المعارضة، وأن تكون ميادين مصر مفتوحة للجميع بدون احتكارها من أحد. وفي حالة اختلاف المطالب تلتزم كافة القوى باحترام دعوة القوة السياسية التي سبقت بالدعوة إلى التظاهر، وعدم مزاحمتها، وعدم استخدام العنف في التعبير عن الرأي، أو تخوين الأطراف الوطنية لبعضها البعض، أو التجريح أو الإساءة، أو فرض تيار معين وصايته على الآخرين، أو نشر الشائعات. ويشير الميثاق بهذا إلى الاشتباكات التي وقعت في مظاهرات "كشف الحساب" الجمعة الماضية في ميدان التحرير وسط القاهرة، بالأيدي والحجارة، بين متظاهرين يطالبون بحساب الرئيس المصري، محمد مرسي، عما حققه من وعود خلال المائة يوم الأولى على توليه منصبه ومتظاهرين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين كانوا يطالبون بإعادة محاكمة المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وحمَّلت فيها قوى سياسية جماعة الإخوان المسئولية عن الاشتباكات لنزولها في اليوم الذي اختارته قوى سياسية معارضة قبلها. كما دعا الميثاق إلى تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية والخصومات التاريخية؛ حفاظا على النسيج الوطني، والتثبت قبل نشر المعلومات والأخبار، واحترام إرادة الشعب المصري وخياراته الديمقراطية، واحترام سيادة القانون، ومبدأ الفصل بين السلطات. من جانبه قال محمد عثمان، عضو اللجنة السياسية بحزب "مصر القوية" إن الهدف من الميثاق "إزالة حالة الاحتقان التي تعيشها القوي السياسية، خاصة بعد جمعة (كشف الحساب)، لذلك أردنا طرح هذا الميثاق لنلزم به أنفسنا جميعا؛ كي لا تغرق سفينة الوطن بنا جميعا". وأضاف عثمان في تصريحات لمراسلة وكالة "الأناضول" للأنباء أنه تم التواصل مع كل من حزب الدستور وحزب الحرية والعدالة، والتيار الشعبي، بشأن الميثاق، ولكن لم نتلقَ ردا واضحاً حتى الآن؛ وهو ما يشير إلى أن الأجواء مختنقة أكثر من اللازم". ولم تصدر تصريحات حتى ظهر اليوم بتوقيت القاهرة من تلك القوى السياسية حول الميثاق. وفي ذات السياق قال عثمان إن الحزب يجري اتصالات موسعة مع الأحزاب لعقد حوار مشترك بين كافة القوى السياسية من أجل الوصول إلى حالة من التوافق "خاصة وأن الفترة القادمة ستشهد حالة من الاختلاف الواسع بين القوى السياسية بسبب الدستور الجديد، ونحن في انتظار الاستجابة حتي يتم تحديد موعده".