لم أكن أتخيل أن مستشارًا وقاضيًا ومحاميًا، مثل مرتضى منصور، يتلفظ على الهواء مباشرة بهذه الألفاظ "الشوارعية" وهو يخاطب مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية الدكتور سيف عبد الفتاح، بقوله هكذا بأسلوب فج وبالنص: "أنت حما"!! لست أدري من ألوم؟ هل المستشار مرتضى صاحب اللغط الذي ظهر فجأة بعد طول اختفاء وهروب من يد العدالة وبعد فترة سجن واتهام حين أن ظهر فضائيًّا ليقولها هكذا للرجل طيب السمت المؤدب المهذب الدكتور سيف؟ أم ألوم الإعلامي وائل الإبراشي الذي أرادها معركة أو قل مطحنة فضائية بين الرجلين واستضاف مرتضى منصور في الأستوديو وأعطاه الفرصة أن يخرج لسانه ويطيله ويتفوه بهذه الكلمة الصعبة التي نستعيبها من العامة والسوقة ورعاع البشر، فضلاً عن قاض ومستشار ورجل قانون تحسب عليه في كل الأحوال؟! أعرف أن مرتضى – كما يقول أهل اللغة" ذرب اللسان" أي حاد اللسان، أو بالمعنى العامي" سليط اللسان"، أو بالمعنى الدارج الآخر "لسانه متبري منه"، وهو مثل "البلدوزر" نقدًا وتجريحًا ويحتاج لمعركة كلامية "يشبع فيها ردح"! لذا لم يسلم منه المستشار الدكتور سيف وهو الرجل الهادئ العقلاني؛ إذ وصفه مرتضى بأنه "عميل لقطر وأنه "يقبض من قطر" وأنه هو من "ورّط الرئيس في حكاية إقالة النائب العام". ورد الدكتور سيف بأدب فقال: "أنا مستشار للرئيس في الشؤون السياسية فقط ولم أتدخل في مسألة النائب العام لأن للرئيس مستشاريه في الشؤون القانونية، وبالتالي هي لا تخصني.. ثم قال بأدب أيضًا: إن البعض بلغه بما قاله مرتضى منصور في حقه وقال سوف أقاضيه عليها (وبالطبع رفع عليه قضا لأنني أستغرب من رجل مثله يدعي أنه مستشار ومحام ثم لا يفهم الكلام ويلقيه هكذا دون إدراك لمعانيه..) وثار منصور مقاطعًا الرجل قائلا له : "أنت حمار"! وبحركات بهلوانية كلامية أثار اللغط على الدكتور سيف، وقاطعه ولم يعطه فرصة حتى يكمل الرجل كلامه العاقل الذي على الأقل يوضح وجهة نظره ويبرئ ساحته من تلك الاتهامات المجنونة الموجهة إليه. ومما يؤكد كلامي السابق أن مرتضى "ذرب اللسان" قوله "إن كل الذين يوجهون النصح لرئيس الجمهورية يتميزون بالجهل الشديد".. وشاط في الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، متهمه بأنه متورط في قضية تجارة عُملة بسبب علاقته ب ''أحمد الريان'' رجل الأعمال المشهور، وأشرف السعد المدان في قضايا توظف الأموال والعملة". ودلائل ذلك على وصفي لمرتضى أيضًا رسالته إلى المستشار محمد فؤاد جاد الله، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية، بأن يرحل ويستقيل قائلاً له: ''لو بتحب الرئيس الدكتور محمد مرسي امشي''، متهمه بالتخبط القانوني داخل مؤسسة الرئاسة والذي أدى إلى أزمة إقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود. طلقات نارية صاروخية من العبارات الثقيلة التي لا تُبقي ولا تذر، وكأن مرتضى يريد أن يعوض الشهور الكثيرة السابقة التي غاب فيها عن الحضور وإثارة اللغط إعلاميًّا فقال ما قال وفعل ما فعل.. يا وائل.. حسبنا من برامج "صراع الديكة".. هذا الذي ولد فجأة في فترة انبهار ونحن نفتح عيوننا على الديمقراطية الفضائية لأول وهلة من "الجزيرة".. فالعقلاء لا يريدونها مثل هذا الصراع ولا هذا الصياح ولا هذا التنافر ولا هذا التدابر ولا هذا التقاطع ولا هذا السباب ولا الشتائم التي تصك أذاننا وتجعلنا أمام أنفسها – قبل العالم الذي يرانا فضائيًّا- عراة من الأخلاق، عراة من الفضيلة التي ينادي بها الأزهر وأهل الدين والفكر والعقل.. أم ما تبينه وسائل الإعلام الهادفة الراقية تهدمه برامج "الديكة" هذه ونصبح بجد "عديمي الأخلاق والمروءة"؟؟ ********** ◄عمرو حمزاوى .. مصري المولد ألماني الجنسية، (ضابط معلم في الجيش الألماني)، أمريكي الهوى والميول ومعدّ لتنفيذ ما أريد منه سواء في فترة وجوده في بيروت أو في مصر الآن، خاصة وضع الدستور، ودوره الذي أداه والذي من المنظر أن يؤديه هذه الأيام والأيام القادمة. = نبذة مختصرة جدا من كلام قرأته لأبي إسحاق - إن صح وثبت – فعلى كل ليبرالي مصر ومؤيديه ومحبيه والناعقين معه السلام.. ولا بد من معرفة من قلبه على مصر فعلاً ومن قلبه يريد تحطيم مصر قولاً وفعلاً. ◄◄ آخر كبسولة: ◄ "من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبدًا، وسوف يرى الدنيا أيامًا يداولها الله بين الناس..الأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء يتقلبون أغنياء وضعفاء الأمس أقوياء اليوم و حكام الأمس مشردو اليوم.. والقضاة متهمون والغالبون مغلوبون، والفلك دوار والحياة لا تقف والحوادث لا تكف عن الجريان والناس يتبادلون الكراسي ولا حزن يستمر ولا فرح يدوم". = هذا كلام د. مصطفى محمود- رحمه الله- وكأنه كان يقرأ الغيب الذي نعيشه الآن من ستار رقيق، وهو يرسم لوحة حقيقة واقعية لما يحدث الآن بيننا بالنص والحرف. دمتم بحب [email protected]