سيسأل البعض "ما الذي يمكن فعله عملياً لهؤلاء؟"، لكنني سأقول أن السؤال السليم هو " ما الذي فعله هؤلاء؟" ، إن كلاماَ عن المعتقلين السياسيين في مصر سيجعلنا نبدأ بهذا السؤال باعتباره الأهم والإجابة الأوضح علي هذا السؤال تقول إن كل المعتقلين السياسيين في مصر لم يفعلوا شيئاً!!، هل يمكن تصديق هذا !! هل يمكن تصديق أن مواطناًَ جالساً في بيته تداهمه قوة أمنية وتقوم باقتياده إلي المعتقل حيث يقضي هناك ما تبقي من عمره دون سبب!! ثم ينتهي الموضوع علي ذلك ؟!،هذا هو ما حصل بالضبط مع عاطف عبد التواب الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في عام 1990 ثم اختارت له سجن الوادي الجديد ليقضي به خمسة عشر عاماً حتى الآن ، وظل بالمعتقل بالطبع لفترة طويلة قابعاً بسجن الوادي الجديد دون أن يعرف أحد من أهله عنه شيئاً ، التظلمات التي قدمها منذ عام 1990 وحتى الآن حصل فيها علي حكم بالإفراج الذي لم ينفذ بالطبع، سوء حالته الصحية أضاف معاناةً جديدة لما يعانيه منذ استقراره خلف القضبان في عام ،1990 وهو مثال حقيقي لمواطنين كانوا فاعلين في مجتمعهم ثم أصبحوا فجأة لا يملكون حريتهم بأمر قانون الطوارئ.