شددت جماعة الإخوان المسلمين على أنهم "المستحقون للاعتذار بعد الاعتداء عليهم في مليونية كشف الحساب" الجمعة الماضية، مشيرين إلى أنه "لا مجال للتصالح بسبب تربص القوى الأخرى". وقال محمود غزلان، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين "نرحب بأي مليونيات تنظم ضدنا طالما انتهجت طرقًا شرعية، ولن تربكنا أو تثيرنا، كما لا تعنينا البلاغات المقدمة ضدنا لسلامة مواقفنا". وشهد أول أمس الجمعة اشتباكات بين متظاهرين ليبراليين وإسلاميين بميدان الحرير - وسط العاصمة المصرية القاهرة - أسفرت عن إصابة 141 شخصاً وحرق حافلتين تابعتين لجماعة الإخوان المسلمين، بحسب حصيلة رسمية نهائية. ونظمت قوى ليبرالية الجمعة مليونية "كشف الحساب" بميدان التحرير، التي أعلنوا عنها مسبقًا، احتجاجًا على أداء الرئيس محمد مرسي، وتظاهر إسلاميون في اليوم والمكان نفسه احتجاجًا على تبرئة المتهمين من رموز نظام الرئيس السابق حسني مبارك في واحدة من أكبر قضايا قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير والمعروفة إعلاميًا باسم "موقعة الجمل"، وتبادل الطرفان الاتهامات والبلاغات الرسمية حول اشتعال الأحداث. ومعلقاً على مطالبات بعض القوى والشخصيات السياسية للجماعة بالاعتذار عن أحداث الجمعة، أضاف غزلان في حديثه لمراسل الأناضول "الإخوان هم من تم الاعتداء عليهم وحرقت حافلاتهم وأصيب أكثر من 70 من أفرادهم، فهم أصحاب الحق في أن يُعتذر لهم لا أن يعتذروا"، مشددًا على أن "كل ما قيل بشأن اعتداء الإخوان على غيرهم كذب لا حقيقة له ولا يقدر أحد على إثباته". وأشار غزلان إلى أن الجماعة "لم تعلن ابتداء النزول إلى الميدان صباح الجمعة كما حاول البعض أن يظهر الصورة بهذا الشكل، وإنما كان الاتفاق أن ننزل في الخامسة عند المتحف المصري على أطراف الميدان ثم ننطلق في تظاهرة إلى مقر النائب العام وسط العاصمة وهو ما حدث". ومعلقًا على اتهام رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بأن "الجماعة كانت مبيتة النية للاعتداء على المتظاهرين بدليل غياب سيدات الإخوان عن ميدان التحرير"، قال غزلان "يحاولون إظهارنا في صورة المتربصين مع أن الواقع غير ذلك بدليل ادعاء البعض أن عدم إنزال الإخوان لنسائهم يدل على نيتهم الصدام في حين اتهم آخرون نساء الجماعة بالمشاركة في قذف الحجارة على الطرف الآخر". وفي السياق ذاته قال فريد إسماعيل، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، في تصريح خاص للأناضول "نساء الإخوان اعتدي عليهن بشكل سافر في هذا اليوم وتم نزع نقاب المنتقبات وإصابة عدد منهن بصورة تكشف المعتدي من المعتدى عليه". وأضاف "الجماعة والحزب لم يتوقعا مطلقًا حدوث هذه الأزمات ولو كان لدينا أي علم بافتعال القوى الأخرى لهذه الأحداث ما كنا نزلنا هذا اليوم"، مشيرًا إلى أن "الكثير من القوى المعارضة للإخوان كانت تنزل لمعارضة الجماعة في مليونيات نظمها الإخوان ولم تحدث أي احتكاكات". وعلى صعيد مطالبة بعض القوى لجماعة الإخوان المسلمين بالمبادرة لاحتواء الموقف والسعي للصلح مع القوى الأخرى، قال غزلان "المسألة تجاوزت حدود الصلح والتوافق حيث إن العداوة الآن قائمة على الحسد"، مستشهدًا بقول الشاعر:"كل العداوات قد ترجى سلامتها إلا عداوة من عاداك من حسد". وتابع غزلان "هي قوى فاقدة الشعبية وهو ما يزعجهم ويدفعهم دائمًا لافتعال الأزمات للتأثير على شعبية الإخوان وحزب الحرية والعدالة"، مضيفًا "هم يريدون شعبية.. من أين نحضر لهم شعبية؟". ونفى غزلان ما أوردته تقارير صحفية من اعتراض خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان على نزول شباب الإخوان لميدان التحرير الجمعة الماضية وحدوث اجتماع جمع المرشد العام وبعض أعضاء مكتب الإرشاد لاتخاذ قرار الانسحاب من الميدان، مشيرًا إلى أن قرار النزول جاء من خلال التواصل بالهاتف بين أعضاء المكتب ولم يتخذ في اجتماع الأربعاء الماضي، لأنه صدر مساء الأربعاء بعد صدور الحكم ببراءة المتهمين في القضية الخاصة بقتل متظاهري ثورة يناير المعروفة باسم "موقعة الجمل". غير أن مصدرًا وثيق الصلة بحزب الحرية والعدالة قال للأناضول إن قرار التظاهر صدر ابتداء من مكتب الإرشاد وحينما علمت به قيادات الحزب اجتمعت في صورة طارئة ووافقت على النزول رغم اعتراض بعض القيادات ومنهم محمد سعد الكتاتني أمين الحزب والمرشح لرئاسته. وبرر المصدر ذاته موافقة الحزب على النزول رغم الاعتراضات ب"ضرورة عدم اختلاف الحزب عن الجماعة في المواقف".