تلوث المناخ الرياضي في مصر وتحول إلى ساحة للمعارك والشتائم والانحطاط! هذا الوسط الذي من المفترض أن نتعلم فيه الأخلاق والكلام المهذب وقيمة الروح الرياضية في حالة الخسارة والقدرة على الابداع والعمل على الانتصار والعمل الجماعي.. تحول للأسف الشديد في أيامنا "الهباب" التي نعيشها إلى هز الوسط والردح بأسلوب نأبى أن يدخل منازلنا لخطره الكبير على مستقبل أبنائنا! لقد قرأت بأسى ما جاء في رسالة تلقيتها من الاستاذ اسلام فارس وهو أهلاوي وعضو بالنادي الأهلي حول الحلقة التليفزيونية التي استضاف فيها احمد شوبير، رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور.. دهشت بشدة من اجابة المستشار مرتضى عن سؤال لشويير، وتصغيره وتهوينه من شأن نجم الزمالك السابق طارق يحيي لكونه انتقد احتفال الزمالك بمجلس ادارته ولاعبيه وجهازه الفني بهزيمته من الزمالك، وهي الهزيمة التي اعتبروها مشرفة لأنها لم تكن خماسية أو سداسية أو حتى ثلاثية! أنا لم أشاهد هذه الحلقة، لكني سمعت عنها، وهي نفس المعلومات التي جاءت في رسالة الاستاذ اسلام.. وهنا أسأل: هل من المنطقي والطبيعي أن يتجاهل رئيس ناد كبير كالزمالك أراء نجوم الفريق السابقين الذين يفهمون الكرة أفضل منه، وهذا أمر طبيعي وليس تقليلا من شأنه لأنه محام وقاض سابق ولا علاقة له بكرة القدم التي أصبحت علما له قوانينه وتكتيكاته وأدواته الفنية! لقد سأل: من هو طارق يحيي، وأشار بأصبعيه بحركة يقصد منها التهوين من شأنه، ثم أضاف: "كلمني عن حد كبير عشان أرد عليك"! هل هذا هو منطق رئيس ناد يتمتع بجماهيرية هائلة محليا وعربيا وأفريقيا؟.. إذا كان هو يفعل ذلك فماذا سيكون حال المتعصبين! هل يعتقد مرتضى منصور أنه يمكنه تخويف خلق الله بالعقاب اللفظي والبدني، والحراس الشخصيين "البودي جاردز" الذين يسيرون إلى جانبه؟! في برنامج "القاهرة اليوم" منع هؤلاء "البودي جاردز" حضور نائبه المضروب اسماعيل سليم لكي يرد عليه ويقارعه الحجة بالحجة.. وعندما فاجأه عمرو أديب بالاتصال هاتفيا بسليم راح مرتضى يمنعه من الاسترسال في الحديث بكل الطريق ويتهمه على الهواء اتهامات مجحفة مثل قوله "انت حرامي"! وفي لقائه مع شوبير – كما يقول اسلام فارس – سخر من نائبه لمجرد انه ذهب للاعتصام في مكتب وزير الشباب البلتاجي احتجاجا على منعه من دخول النادي، وقال مرتضى عنه "واخذ بيجاما وسندوتشين فول وطعمية ورايح للوزير"! إنه مستوى هابط جدا من الحوار .. فكيف أجاز له أحمد شوبير الحديث في برنامجه التليفزيوني بتلك اللغة الساقطة!.. إنني اتساءل مع اسلام: لماذا صمت شوبير أمام ذلك الهجوم الذي استهدف زميله الدولي السابق في الملاعب طارق يحيي ولماذا لم يرد غيبته، ولم يحاول حتى الاتصال به تليفونيا ليرد على اهانات مرتضى؟! نفس الشئ ينطبق على اسماعيل سليم – المسكين – الذي لم يجد أي حماية من وزارة الشباب التي ظهرت للجميع غير قادرة على جمح مرتضى وايقافه عند حده.. نعم الخاسر هو هذا النادي الكبير الذي يشكل أحد جناحي للكرة المصرية، فالجمعية العمومية لكرة اليد طردته من عضويتها بسبب تصرف أحمق لرئيسه عندما تحدى قانون المسابقة – رغم أنه رجل قانون في الأساس – وحضر الى مباراة قمة كرة اليد التي جرت مع منافسه التقليدي "الأهلي" متحديا قرارا بمنعه من الحضور لأسباب عقابية نتيجة تصرفات مسيئة سابقة منه! والأدهى من ذلك انه اشترى كأسا منحه في وسط الملعب للاعبيه المهزومين، بأسلوب أثار الضحك والاستياء.. لاعبون مهزومون يتحلقون حول رئيس ناديهم الذي يحمل كأسا اشتراه من حر ماله، ظنا منه أن ذلك يكفي لكي يصبح فريقه بطلا! وبنفس الطريقة احتفل بلاعبيه المهزومين أمام الأهلي في بطولة أفريقيا.. وأتوقع ان يسعى ليشتري كأسا يمنحها لهم بعد أن يخسروا المباراة الثانية! لقد أثنيت على أداء اللاعبين أمام الأهلي ليس بسبب تلك المباراة فقط ولا بسبب مباراة الهزيمة الخماسية أمام حرس الحدود، ولكن لأنهم فريق مهزومون من رئيسهم، الذي يتصرف بأسلوب لا يناسب منصبه الرفيع جدا، ومع ذلك قاوموا مقاومة مشرفة، ولكن ليس إلى الحد الذي يحول فيه مرتضى هذه المقاومة إلى انتصار يستحق الاحتفال ومنح المكافآت.. إذا كان فعل ذلك فلا ننتظر منه إلا المزيد من الهزائم والخسارات! مرتضى منصور عزل كل الخبرات.. وضعهم في الثلاجة.. ويخيفهم بأسواط لسانه التي ينهال بها عليهم. هو يظن أن الخوف هو سيد الموقف، وأن الجميع سيغلق فمه عن كلمة حق في وجه رئيس ناد جائر! وقد حقق ما يريد، فحتى الوزير ممدوح البلتاجي يخشاه ، فلم يتخذ قرارا تربويا عاجلا بعد مهزلة كرة اليد، وإنما سعى للمصالحة بينه وبين حسن مصطفى بأسلوب "يا دار ما دخلك شر.. ويا حسن بلاش تفتح علينا نار مرتضى"! لم يستمع إلى مظلومية اسماعيل سليم الذي تعرض لعلقة ساخنة من مرتضى، تركه يعتصم في مكتبه دون أن يسأل عنه، وأخيرا لم يجد الرجل بدا من الانصراف مهانا ذليلا رافعا يده الى السماء.. اللهم انزل عليهم غضبك ورد لي حقي! ويا جمعية الزمالك العمومية تحركي.. فما ينزع الروح إلا خالقها! ويا سيد اسلام.. أنت تسأل من يحمي هذا الرجل؟.. وأنا بالفعل عاجز عن الاجابة على هذا السؤال..!