صرح الدكتور محمد البهي نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية اليوم الاربعاء" انه يجرى حاليا إنشاء 40 مصنعا جديدا للأدوية في السوق المصري بتكلفة استثمارية تتعدى مبلغ 4 مليار جنيه ما يعادل 656 مليون دولار وأضاف أنه المقرر أن تدخل المصانع الجديدة مرحلة التشغيل نهاية العام الحالي". وشهد سوق الدواء نشاطا كبيرا خلال الفترة الماضية حيث تم التوسع فى انشاء المصانع الجديدة بهدف الحد من الادوية المستوردة والتي تكلف الدولة مليارات الدولارات وأكد البهي في تصريحات صحفية :" ان غرفة صناعة الدواء تعتزم مطالبة وزير الصحة بمنح ميزة تفضيلية للمصانع الجديدة بالسماح لها بتسجيل 10 أدوية حتى تتمكن هذه المصانع من تغطية تكاليف تأسيسها". وأوضح" أن هناك 148 مصنعا تعمل حاليا بطاقة إنتاجية 12 مليار جنيه ، وهو انتاج يغطى السوق المحلى ويتم تصدير الفائض للخارج ،حيث يصل حجم صادرات مصر من الدواء مبلغ 5 مليارات جنيه لصالح الأسواق العربية ودول شرق الاتحاد السوفيتي السابق". وأضاف "ان سوق الادوية المستوردة والمهربة للسوق المصري يصل الي 12 مليار جنيه حيث تصل نسبة الأدوية المهربة في مصر إلى30 % من الأدوية وهى نسبة تتعدى ثلاثة إضعاف النسبة العالمية البالغة 10% ". وقدر البهى حجم الأدوية المهربة لمصر بنحو 7 مليارات جنيه اى ما يزيد عن 1.1 مليار دولار. وعن خطة صانعي الدواء لغزو الاسواق الخارجية قال البهي " ان القائمين على صناعة الدواء في مصر يسعون لوضع استراتيجية تقوم على ربط البحث العلمي بمؤسسات الإنتاج وذلك لاستنباط أدوية مصنعة من خامات مصرية بتكلفة منخفضة تتيح للدواء المصري المنافسة بقوة في الأسواق الأفريقية ودول جنوب شرق آسيا". وذكر البهي واحدة من هذه الخطوات لفتح اسواق الدواء للمنتجات المصرية قائلا "إن مصر وقعت اتفاقيات مع ايرلندا تهدف إلى تأهيل مصانع الدواء في مصر واعتمادها خارجيا حتى تتمكن من اختراق أسواق دول الاتحاد الأوروبي ، بالإضافة الي اتفاقية مع مؤسسة أمريكية لمنح دورات تاهيلية لقيادات وعاملين بمصانع الدواء". وتعد مصر من أوائل دول الشرق الأوسط التي دخلت في صناعة الأدوية، ففي عام 1933 أنشئ معمل أدوية حجازي، والذي يعتبر أول محاولة مصرية لإنتاج أدوية ذات مواصفات نمطية. وكانت أول محاولة لإنشاء صناعة دواء وطنية بالمفهوم الحديث لبنك مصر حيث تأسست أول شركة لصناعة الأدوية في مصر عام 1939 ، وهى شركة مصر للصناعات الدوائية . وتلي ذلك إنشاء كل من شركتي «سيد»، وممفيس، ثم شركة النصر للصناعات الكيمائية الطبية. وتعتبر مصر من اكبر الدول إنتاجا واستهلاكا للدواء في الشرق الأوسط.