أبدى مثقفون وسياسيون مصريون استياء بالغا تجاه الاحتفال الباهت الذي نظمته أجهزة الدولة ووسائل الإعلام الحكومية في ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ، حيث اقتصر الأمر على كلمة مسجلة ألقاها الرئيس مبارك ، وبعض الاحتفالات الصغيرة التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة ، ذلك فيما كشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن تقليص مظاهر الاحتفال يأتي في إطار سياسة جديدة تتبناها مجموعة لجنة السياسات بالحزب الوطني ، تتضمن نشر ما تسميه " ثقافة السلام " والتوقف عن الاحتفال بذكرى الحروب بين مصر وإسرائيل . وأوضحت المصادر أن القاهرة تتعرض منذ عدة سنوات لضغوط من الولاياتالمتحدة وإسرائيل لوقف ما تزعم واشنطن وتل أبيب أنها مظاهر لمعاداة السامية تنتشر بمختلف أوجه الحياة في مصر ، خاصة في وسائل الإعلام ، واستجابة لهذه الضغوط قررت مجموعة السياسات تقليل الجرعات الإعلامية المعتادة في المناسبات الوطنية ، خاصة ذكرى حرب أكتوبر ، في الإذاعة والتليفزيون والصحف . وذكرت المصادر أن قرار الإلغاء قوبل بغضب شديد من قبل عناصر في المؤسسة الحاكمة ، ووصفوه بأنه يستهدف إنهاء دور رجال حرب أكتوبر تماما من الحياة العامة المصرية ، واستبدال هذا الدور بتفعيل أكبر لرجال كامب ديفيد في شتي مجالات الحياة المدنية والعسكرية , ووصف خبير عسكري بارز ممن شاركوا في حرب أكتوبر قرار الإلغاء بأنه انتكاسة كبري وانكسار لرجال أكتوبر ولمؤسستهم التي خاضت المعركة بالنيابة عن الشعب . ويأتي إلغاء تلك الاحتفالات علي الرغم من أنه لأول مره منذ 30 عاما يأتي شهر أكتوبر متزامنا مع شهر رمضان ، كما تأتي الاحتفالات في ظل ضغوطا أمريكية هائلة علي القيادة المصرية والسعودية لتقودا الجامعة العربية نحو تطبيع شامل للعلاقات مع إسرائيل لاسيما بعد التزامها بتطبيق ما أصطلح علي تسميته بخطة الفصل الأحادي مع غزه ، وهي الضغوط التي تتردد أنباء ومعلومات قوية بأن دول عربية كثيرة بدأت تستجيب لها .