كشف الفريق حسام خير الله، المرشح الرئاسى السابق لرئاسة الجمهورية، نائب رئيس جهاز المخابرات الأسبق، عن أن المملكة العربية السعودية هى التى اشترت طلمبات المياه المستخدمة فى إزالة الساتر الترابى خلال حرب أكتوبر. وأضاف الفريق خير الله أمس السبت فى ندوة "أكتوبر بين نسيان الماضى واحتياجات الحاضر" التى عقدها الصالون الثقافى للدكتور علاء رزق بمكتبة مصر العامة بدمياط، أن حرب الاستنزاف هى التى علمت الجنود المصريين القتال، ولولا هذه الحرب ما كنا اكتسبنا كل هذه الخبرات الحربية، وقال: لا يعلم الكثيرون أن السعودية هى التى اشترت طلمبات المياه التى استخدمت فى فتح الساتر الترابى". ووصف خيرالله خلاف الرئيس الراحل أنور السادات مع الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر حول الثغرة، بأنه خلاف عسكرى إستراتيجي، وكان كلاهما على حق، ولكن الصحافة المصرية هى التى أثارت السادات ضده. وقال الفريق خيرالله: يجب أن نأخذ من حرب أكتوبر بعض الدروس كأهمية تهيئة المسرح العالمى وكسب الرأى العام والخداع الاستراتيجى والإعداد الجيد والسرية. وانتقد نائب رئيس المخابرات السابق غياب الرؤية والتخطيط الاستراتيجى خلال المرحلة الحالية، واصفا الوضع فى سيناء بأنه "لا يسر عدو ولا حبيب" وأنه أصبح حرجاً للغاية، مرجعا المشكلة فى سيناء إلى التقصير الأمنى والعسكرى بسبب التمادى فى حالة الاسترخاء، حسب قوله. وأضاف خير الله، أن سيناء صدر لها قرار منذ 5 سنوات للتنمية، ولكن توقف العمل بها دون مبرر، مؤكداً أن سيناء بها إمكانيات كبيرة لم تستغل حتى الآن. وانتقد خير الله كلام الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، الذى أعلن فيه عن إجراء حوار مجتمعى للإصلاح الشامل، مؤكداً أنه لا توجد رؤية واضحة أو خطة إستراتيجية لإدارة شئون البلاد، وهذا سببه غياب المصارحة والصدق منذ تولى المجلس العسكرى شئون البلاد. وقال الدكتور علاء رزق الخبير الاقتصادي، وكيل مؤسسى حزب "الاستقرار والتنمية" إن حرب أكتوبر أثبتت أنه بوضوح الرؤية الاستراتيجية للأمور وترجمتها على أرض الواقع يمكن أن تحقق المعجزات، مضيفا أن من أكبر الدروس المستفادة من حرب 73 تبنى الرئيس السادات للمدرسة الواقعية التى تستند إلى القوة وألا تعطى انطباعا بأنك ضعيف ولا تدع أحد يظن بك الضعف وهو ما استغله الرئيس السادات جيدا وأثبت للعالم أن لمصر درعا وسيفا. وأضاف أن السادات أدرك أن نهاية الحلم الإسرائيلى تكمن فى تحقيق أمن مصر القومى بتعمير سيناء وهو ما شرع فيه عام 79 من خلال مشروع تنمية وتعمير سيناء، والذى أؤكد فيه أنه كان البداية الحقيقية لقرار التخلص منه. وطالب رزق بإنشاء وزارة لتعمير سيناء على غرار وزارة السد العالى التى تم إنشاؤها فى الستينيات، وتقسيم سيناء إداريا إلى 3 محافظات طولية تكون بمثابة 3 خطوط للدفاع عن بوابة مصر الشرقية، وإنشاء جامعة حكومية واستاد رياضى فى كل محافظة والشروع فورا فى تفعيل الجسر البرى بين مصر والسعودية؛ لأنه البداية الحقيقة لتقوية العلاقات العربية العربية ما يمهد لتحقيق الحلم العربى بإنشاء السوق العربية المشتركة وجعل سيناء سوقا نشطة فى منطقة الشرق الأوسط فى مجالات التخزين والترانزيت والمناطق الحرة، وهو ما يجعلنا قادرين على جعل مصر تاسع قوة اقتصادية على مستوى العالم حتى عام 2020. وانتقد د.رزق تحويل مسار ترعة السلام لتصبح فى النهاية مصدرا للتلوث ولزيادة ملوحة الأرض فى سيناء بعد أن كنا نأمل أن نستصلح 400 ألف فدان فى المرحلة الأولى فإذا بها تزيد من ملوحة 600 ألف فدان فى سيناء وقتل 50 مليون شجرة، مؤكدا أنه كان هناك محاولات للإضرار العمدى بالأمن القومى المصرى. وقال د.محمد الشرقاوي، أحد وكلاء مؤسسى حزب الاستقرار والتنمية: إن مصر لم يكن لها قرار سياسى إلا فى فترات محددة فى عهد محمد على والخديوى إسماعيل وجمال عبد الناصر وفى عهد أنور السادات، مشددا على أهمية وضوح الهدف حتى نستطيع أن نحدد مسار التقدم والتحديث، معتبرا أن قرار حرب أكتوبر كان آخر القرارات المستقلة.