استأنف الأطباء أمس إضرابهم عن العمل الذى بدأ منذ الأسبوع الماضى، لتنفيذ عدة مطالب على رأسها رفع الميزانية الخاصة بوزارة الصحة ل15 % وتطبيق الكادر الخاص بالأطباء وتوفير الأمان والحماية الكاملة للمستشفيات. وقال أحمد لطفى، منسق الإضراب، إن النقابة قررت بدء حملة جمع الاستقالات الجماعية للأطباء العاملين بوزارة الصحة كخطوة تصعيدية بعد عدم الاستجابة لمطالبهم والتى حاولنا تنفيذها بالضغط عن طريق الإضراب الذى استمر لأيام، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن نجمع حوالى 20 ألف استقالة مسببة لإنهاء العمل احتجاجا على عدم تنفيذ المطالب، موضحًا أن نسبة الإضراب وصلت إلى قرابة 40 % حتى الآن. وكشف الدكتور خيرى عبد الدائم، نقيب الأطباء، أنه سيتم معالجة جميع المرضى بالعيادات الخارجية والطوارئ ولا يضيع فى نفس الوقت حقوق الأطباء وحتى نضغط على الحكومة لتحقيق المطالب المشروعة للأطباء، موجها الشكر للرئيس محمد مرسي، على اهتمامه بمشاكل الأطباء خلال خطابه بمناسبة إحياء ذكرى نصر أكتوبر مساء السبت الماضي. وأوضح أنه أكد للدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعهما أمس على ضرورة تحقيق وضع حلول عاجلة لمطالب الأطباء من كادر مالى مناسب وتحقيق الأمن داخل المستشفيات، مؤكدا أن جميع الأطباء العاملين بوزارة الصحة تواجدوا فى مواعيدهم الرسمية وأن الخدمة الطبية تقدم مجاناً لجميع المرضى المتقدمين للكشف بالعيادة الخارجية فى الاستقبال والطوارئ مع تحويل العيادات الخارجية إلى أماكن كشف للطوارئ مجاناً فى حالة عدم توفر أماكن كافية بالاستقبال. وأضاف أن الكشف سيكون مجانا حتى لا يظن المواطنون أننا متخاذلون من ناحيتهم، بالإضافة إلى توسيع أماكن الاستقبال لتشمل جميع المرضى وعدم السماح لأى مريض بأن ينصرف دون أن يتم الكشف عليه، مؤكدا ان الإضراب لن يعطل علاج أى مريض مهما كان. من جانبها، أكدت وزارة الصحة أن نسبة إضراب الأطباء في جميع المستشفيات على مستوى الجمهورية بلغت نحو 20%، مما يعني تراجع نسبة المضربين. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن أعداد المستشفيات التي تعمل بها العيادات الخارجية بكامل طاقتها بلغت 398 مستشفى بنسبة 76.5 %، مشيرا إلى أن نسبة المستشفيات التي تم التوقف الكلي بها عن العمل بالعيادات الخارجية وصل إلى 46 مستشفى بنسبة 8.8%. وأضافت أن عدد المستشفيات التي توقفت جزئيًا عن العمل بالعيادات الخارجية بلغت 76 مستشفى بنسبة 14.6%. وقالت الوزارة، إن هذا يعني أن نسبة الإضراب بصورته الكاملة سواء كلية أو جزئية بلغت حوالي 20 % أمس. وعلى الصعيد الميدانى، شهدت مستشفى بولاق الدكرور غياب الأطباء. وأكد مدير المستشفى أنه تم الاعتداء على مديرة الممرضين بالمستشفى كما انهال علينا سيل من الشتائم والسباب من قبل المواطنين، موضحًا أن أغلبهم قرر عدم المجيء للمستشفى خوفا من الأهالى لعدم وجود الحماية الكاملة للمستشفيات واعتبر أن المطالب الخاصة بنا شرعية وأنه سنقوم بتقديم استقالة جماعية إذا لم يتم تنفيذ مطالبنا. وفى مستشفى أم المصريين بدأ بإعلان الإضراب صباح أمس ولكن مع مرور الساعات وتهديد الأهالى قام المستشفى بفتح عدة أقسام وهى الولادة والحروق والجراحة والأطفال والإشاعات إلى جانب الطوارئ والاستقبال وأوضحت مديرة المستشفى أن الخوف من الاعتداء على الأطباء يتزايد. وشهد مستشفى معهد ناصر حالة من الاحتكاك المستمر بين الأطباء والمواطنين وشارك عدد من طلاب طب القاهرة فى حماية الأطباء ومحاولة رأب صدع المواطنين والتحدث معهم وإقناعهم بأهمية الإضراب فى الفترة الحالية كما تم الاعتداء على أحد الأطباء ولكن تمكنت إدارة المستشفى من تهدئة المواطنين بفتح بعض الأقسام. فى السياق ذاته، أغلق مستشفى الشيخ زايد أبوابه فى وجه المواطنين المعترضين على إضراب الأطباء مما دفع المواطنين بتسلق الأبواب لتحدث حالة من الهرج داخل المستشفى وفى الشارع وحضرت سيارة شرطة من قسم الشيخ زايد لحماية المستشفى من الاعتداء عليه أو اقتحامه وتدخل بعض أعضاء الحرية والعدالة بالمدينة لاستيعاب غضب الجماهير ومحاولة تهدئتهم وقرروا بفتح بعض أقسام المستشفى للمرضى.