كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية مطلعة أن القاهرة أبدت غضبا واستياء شديدا تجاه رغبة حلف شمال الأطلنطي " الناتو" في التدخل في قضايا حساسة تمس الشأن الداخلي المصري ، خاصة فيما يتعلق بالمؤسسة العسكرية ، حيث يسعى الناتو للربط بين التحالف القائم بينه وبين دول المنطقة وبين إصلاح المؤسسات العسكرية في تلك الدول بما يؤهلها للعب دور في قضية الحرب على الإرهاب وقضية الإصلاح الديمقراطي . وأوضحت المصادر أن الزيارة المزمع أن يقوم بها ياب ديه هوب شيفر الأمين العام للناتو إلى القاهرة الأربعاء القادم ، ويلتقي خلالها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ، سوف تتطرق إلى تلك القضية ، حيث يحمل شيفر " خريطة طريق " تتضمن مطالبة ستة من دول المنطقة من بينها مصر بإدخال إصلاحات واسعة على مؤسساتها العسكرية حتى يتسنى لها التعاون مع الناتو بخصوص قضايا الحرب على الإرهاب ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان . ولفتت المصادر إلى أن قائمة المطالب المستفزة التي يحملها الأمين العام للناتو ، والتي من المرجح أن تقابل برفض صارم من القاهرة ، تتضمن أن تبتعد المؤسسة العسكرية في الدول الست التي تشملها الزيارة تماما عن إدارة العملية السياسية وأن تترك ذلك لنظام حكم مدني ، وإدخال إصلاحات هيكلية على المؤسسات العسكرية لهذه الدول بما يتيح لها لعب دور في دعم الاستقرار في المنطقة . وتتضمن قائمة المطالب التي يحملها شيفر ، أيضا ضرورة أن تسيطر المؤسسات الديمقراطية على المؤسسة العسكرية ، وأن تدار الدولة عن طريق جهات مدنية ديمقراطية ، وكذلك ضرورة مناقشة ميزانيات القوات المسلحة للدول الست في المجالس التشريعية المنتخبة . كما تتضمن خريطة الطريق التي يحملها الأمين العام للناتو اقتراحا بمشاركة القوات المسلحة للدول الست في عمليات مشتركة مع الناتو في مناطق التوتر الدولي . أما فيما يتعلق بالشق المدني ، فإن الناتو سوف يطالب حكومات الدول الست أن تنخرط بشكل أكثر قوة في عملية محاربة الإرهاب والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية . وكشفت المصادر أن القاهرة تنظر للبنود التي يحملها الأمين العام للناتو باعتبارها تدخلا في الشئون الداخلية لمصر ، وهو ما جعل المسئولون بالقاهرة يعتبرون زيارة الأمين العام للحلف غير مرغوب فيها ويلتقون به مكرهين . من جانبه ، صرح السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية بان شيفر سوف يلتقي خلال زيارته للقاهرة مع أعضاء المجلس في لقاء موسع يتناول عدد من القضايا الدولية ومهام حلف الناتو الجديدة وعلاقات التعاون مع دول حوض البحر المتوسط والأمن في أوربا. كان شيفر قد أكد في وقت سابق استعداد حلف الناتو لتعميق العلاقات مع مصر ، التي وصفها بالدولة الشريك في الحوار المتوسطي ، وتضافر جهوده المشتركة من أجل محاربة الإرهاب. وتشمل جولة الأمين العام للناتو إضافة إلى مصر ، كلا من الأردن والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا وإسرائيل.