أنا سيدة سودانية اخترت الاستقرار في مصر الكنانة مع زوجي واولادي وذلك بمدينة السادس من أكتوبر .. .وبفضل الله كنا نعيش في رغد وننعم بالأمن والاستقرار مع أهل مصر الطيبيبن ولم نشعر يوما بالغربة .. وتلقي أولادي التعليم في مدارس خاصة فتخرجت ابنتان لي من كلية الطب بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وللأسف لم تجدا فرصة للعمل في أي مكان داخل مصرأو خارجها ..وألتحق شقيقيهما أيضا بكلية الطب في نفس الجامعة وقد كنت أسدد المصروفات كاملة في بداية كل عام دراسي والحمد لله يجتاز أولادي السنوات الدراسية تباعا دونما أيّ تخلف لتفوقهم الديني و العلمي والأخلاقي . ولكن دوام الحال من المحال وها هي إرادة الله تعالي ولا راد لقضائه فقد خسرنا كل ما نملك في صفقة تجارية بعد أن تعرضنا لعملية نصب وأصبحنا نعيش علي الكفاف وقد تمر أيام ولا نجد قوت اليوم. الحقيقة.. لم يؤلمني ضيق العيش بقدر ما آلمني ومزق قلبي وأنا أرى أولادي وهم غير قادرين علي تسجيل أسمائهم في العام الدراسي الجديد لعجزنا عن سداد مصروفات الجامعة والتي كنا نسددها بالدولار بما يعادل 60 ألف جنيه مصري للطالب الواحد سنويا .. ولا أنكر أبدا أن ادارة الجامعة ترأفت بحالنا وقبلت قيدهما علي أن نقوم بسداد المصروفات خلال العام ولكن عجزنا عن السداد لتعرضنا للاحتيال من قبل بعض المحامين وتحالفهم مع الخصوم وفشلت في بيع ما عندي وفشلت بسبب الظروف الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد سواء داخل مصر أو السودان .. توسلت إلي السيد رئيس مجلس أمناء الجامعة رحمة بي وبأولادي أن يمهلني فرصة للسداد وأن يتم قيد أولادي بالعام الدراسي الجديد خاصة وأنهما في السنة النهائية ولكن للأسف لم تلمس توسلاتي أوتار قلبه ..وشعرت بالانكسار ..ولكنني لم أستسلم فلجأت للسفارة السودانية أطلب العون منها ولكن مع الأسف فإن ظروف السودان ليست أفضل حالا من ظروفي واسرتي وكأن القدر يتحالف لهزيمتنا وحرمان أولادي من استكمال دراستهم وما بقي لهم سوي خطوة على التخرج .. المؤلم اأن مأساتي لا تقف عند هذا الحد بل لقد تضررت لحرمان ابنتي الصغري من الالتحاق بالجامعة هذا العام وهي الحاصلة علي الثانوية العامة كما أن ابني التلميذ بالإعدادية في إحدي المدارس الخاصة محروم هو الآخر من الذهاب للمدرسة لعدم سداد المصروفات .. حزني علي أبنائي وخوفي علي مستقبلهم من الضياع والعلم هو الثروة الوحيدة الباقية لهم والسلاح العاتي لمواجهة محن الحياة تحاملت علي نفسي وطرقت الأبواب طلبا للعون ولكنني لم أجد أية استجابة لذا لجأت للكتابة اليكم (ديوان المظالم بجريدة " المصريون" أناشدكم وقلبي ينزف دما : أرجوكم ساعدوني ..ساعدوني لسداد المصروفات أو جزء منها لتسمح الجامعة بقيد أبنائي هذا العام الدراسي من اجل غنقاذ مستقبلهم إنقاذ أسرتي من الحرمان والضياع ..ساعدوني .. ساعدوني أعزكم الله .. ديوان المظالم ترجو أن تمتد يد الرحمة لتمنح السيدة وأولادها الأمل في الحياة وذلك بسداد المبلغ اللازم لكليات أبنائها، أوحتى جزء منه .. فهل نفتح للسيدة وأولادها باب الأمل؟