أعلن الرئيس محمد مرسي، إلغاء الأحكام الغيابية الصادرة بحق أبناء سيناء، وإعادة محاكمتهم، مع وقف أوامر الضبط والإحضار المترتبة على الأحكام الغيابية، وهو الأمر الذي كان يمثل مطلبًا ملحًا منذ سنوات لأبناء سيناء، وقوبل القرار بفرحة عارمة من قبل شيوخ القبائل وممثلي المجتمع السيناوي الذين حضروا المؤتمر الشعبي بقاعة المؤتمرات الكبرى بالقرية الشبابية بالعريش. وتعهد الرئيس خلال المؤتمر الذي عقده مع مشايخ القبائل وممثلى القوى السياسية والحزبية بشمال سيناء بالسعي للإفراج عن المصريين المعتقلين بإسرائيل، مضيفًا: "السجناء المصريون في إسرائيل هم أبناؤنا، ولهم حق علينا، ونسعى للإفراج عنهم". وتعهد كذلك بتشكيل لجنة من أبناء سيناء لدراسة مشكلة الملكية وعرضها عليه. وقال "إن أبناء سيناء، الذين تشبثوا بأرضهم رغم ما مرت به من حروب متتالية، ورفضوا الرحيل عنها رغم كل الأخطار، لا يحتاجون إلى إثبات وطنيتهم، وهم متساوون فى الحقوق والواجبات مع جميع المصريين". يأتى هذا فيما منع حرس الرئاسة مظاهرة لأسر المحكومين في قضية "التوحيد والجهاد"، التي صدرت فيها أحكام بالإعدام ضد 14 متهما، للمطالبة بلقاء الرئيس مرسى وعرض القضية عليه. وخلال الاجتماع مع مرسى، استعرض اللواء سيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء مشاكل سيناء. وتحدث الشيخ عبدالله جهامة رئيس جمعية "مجاهدى سيناء" والذي طرح عدة مطالب لسيناء ول "جمعية المجاهدين" التى ينتمى إليها. بينما طرح المحامى أمين القصاص أمين حزب "الوفد" بشمال سيناء ونقيب المحامين بالمحافظة، مشاكل سيناء وخاصة مشكلة الاعتداد بالملكية وعدم اعتراف الدولة بملكية أبناء سيناء للأراضى والعقارات، وأبدى الاعتراض على جهاز تنمية سيناء الذى لا يمثل أبناء سيناء، وطالب بإسقاط الأحكام الغيابية فى حق الكثير من أبناء سيناء، وإعادة محاكمتهم. فيما طالب حسان أبو شيخة الرئيس في كلمته عن مشايخ القبائل بإسقاط جميع الأحكام الغيابية المدنية عن أبناء سيناء مع العفو عن كل من قضي نصف المدة من المحكومين، إضافة إلى المطالبة بتملك الأراضي لأهالي سيناء وسرعة الانتهاء من مشروع الترعة التي تخدم المواطنين في زراعة أراضيهم. وأكد أبو شيخة أنه يجب علي الدولة بسط سيادتها الكاملة علي أراضيها وتوقيع عقوبات مشددة علي أي شخص يشارك في حفر الأنفاق مع الجانب الفلسطيني . وكان الرئيس مرسى أدى صلاة الجمعة أمس بمسجد المدينة الشبابية بالعريش، وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة بسيناء، حيث حلقت الطائرات بمستويات متعددة فوق مدينة العريشوالمدينة الشبابية، فى ظل انتشار مكثفة للدبابات والمصفحات وآلاف من جنود الأمن المركزي والشرطة. وأدى الصلاة مع الرئيس الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، واللواء سيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، والدكتور ياسر علي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية و لفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة. وألقى خطبة الجمعة الشيخ أمين عبد الواحد مدير الأوقاف بشمال سيناء والذى تحدث فيها عن أن تعمير وتنمية سيناء واجب مقدس وأنه يجب النهوض بها لجعل مصر فى مصاف الدول العالمية، مشددًا على أهمية عودة الأمن المفقود إلى سيناء للتنمية والاستثمار بدون أمن. وعقب أداء الصلاة صافح الرئيس المصلين بجواره فقط، ولم يلق كلمة كما جرت العادة منذ مباشرته مهام منصبه فى أواخر يونيو الماضي، واتجه بعدها إلى لقاء أهالى ومشايخ سيناء وبعض القوى السياسية وبحضور مندوب عن الكنيسة وأسر المسيحيين فى رفح وبعض القوى الشبابية والثورية. وشارك فى تأمين زيارة الرئيس قرابة 10 آلاف مجند أمن مركزي، و100 مدرعة في الشوارع المحيطة بالمسجد، إضافة إلى قوات الحرس الجمهوري. واصطفاف الجنود بداية من مطار العريش حتى المدينة الشبابية، وتم عزل العريش عن المنطقة الحدودية الشرقية ( ج ) والتى تقع فيها الحدود المصرية مع رفح والشيخ زويد من خلال قطع الطريق الدولى لمنع وصول أى أشخاص قادمين من رفح بواسطة كمائن ثابتة ومتحركة. وقامت قوات الحرس الجمهورى بعزل مدينة العريش كاملة عن باقى مدن سيناء مع انتشار لجميع الأجهزة الأمنية فى كل شارع وبقعة بعاصمة شمال سيناء مع غلق كوبرى السلام. وتم التنبيه على من وجهت لهم الدعوة للقاء الرئيس بالحضور الساعة التاسعة صباحًا إلى المدينة الشبابية، نظرًا لإغلاقها بعد ذلك الميعاد ومنع الدخول أو الخروج منها. وأحيطت الزيارة بتعتيم إعلامي حيث تم منع الصحفيين والإعلاميين والمراسلين من أبناء المحافظة من تغطية أحداث الزيارة ومنع التصوير والاقتراب من الموكب الرئاسى، بصورة لم تحدث من قبل.