تلوح في الأفق بوادر أزمة كبيرة ستنفجر في الأيام القادمة ، بين طرفين كانا حليفين حتى وقت قريب .. وهما حزب الغد وأطراف مقربة من الكنيسة المصرية .. فقد أثار انضمام المستشار نجيب جبرائيل عضو حزب الغد إلى الجبهة المنشقة علي أيمن نور أزمة بين حزب الغد والكنيسة المصرية ، بعد اتهام الجناح الموالي ل نور البابا شنودة بالسعي لتخريب الحزب والمشاركة في مخطط حكومي للنيل من رئيسه الذي حقق نتائج جيدة رغم أن عمره في الساحة السياسية لا يتعدى العام . لم يقف الأمر عند هذا الحد بل اتهم الجناح الموالي لنور البابا شنودة بالوقوف وراء استقالة مني مكرم عبيد السكرتير العام السابق للحزب التي شكلت استقالتها أول ضربة لأيمن نور . ويتوقع المقربون من نور أن تشهد الأيام القادمة موسما لهجرة الأقباط من حزب الغد بسبب الضغوط التي تمارسها الكنيسة المصرية عليهم كما أن هذا يأتي بحسب مصادر في إطار اتفاق بين الدولة والكنيسة لتفريغ حزب الغد من المسيحيين كي لا يستخدم نور هذه الورقة في إطار حربه المتصاعدة مع النظام . وقد أكدت المصادر أن أيمن نور يبذل جهوداً حثيثة حالياً لوقف الهروب القبطي من الحزب حيث أن هذا الوجود يعد من عوامل التوازن في المعركة بينه وبين النظام ، حيث يحول دون العصف الكامل به لتلافي ضغوط أمريكية فيما يخص ملف الأقباط تحديدا . وكان نور يردد دائما في اتصالاته مع المسئولين الأمريكيين أن الحملة الحكومية علي حزبه سببها وجود هذا الكم الكبير من الأقباط . يذكر أن شخصيات قبطية بارزة مثل د. مني مكرم عبيد والقس فلوبيتر والمستشار نجيب جبرائيل قد قدموا استقالاتهم من الحزب اعتراضاً علي ما وصفوه ب " المسلك الانفرادي" ل نور في إدارة شئون الحزب ومحاولاته المستمرة لخطب ود جماعة الإخوان المسلمين و مطالبه المتكررة بالافراج عن المعتقلين السياسيين من الإسلاميين . ومن جانبه نفي المستشار نجيب جبرائيل وجود أي دور للكنيسة المصرية أو للبابا شنودة في هروب الأقباط من حزب الغد أو انشقاقهم علي أيمن نور موضحاً أن السبب الوحيد لانضمامه وغيره إلي ما يسمى جبهة شرفاء الغد هو جنوح أيمن نور إلي الهيمنة والسيطرة الكاملة علي الحزب ورغبته في إخضاع الحزب لمصالحه الشخصية واستبعاد رأي أغلبية أعضاء الهيئة العليا في إدارة شئون الحزب . على جانب آخر ، أعلن حزب الغد خوضه انتخابات مجلس الشعب القادمة فى أغلب الدوائر التى يصل عددها الى 222 دائرة فيما عدا تلك الدوائر التى يخوض الانتخابات فيها الرموز الوطنية. واعتمد حزب الغد في مؤتمر صحفى عقده اليوم أسماء 60 مرشحا من مرشحيه كقائمة أولية يتبعها قائمة نهائية تعلن أوائل الاسبوع القادم بعد الاستقرار على أسماء كل المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات عن الحزب. وقال نائب رئيس الحزب السفير ناجى الغطريفى الذى حضر الاجتماع بدلا من رئيس الحزب الدكتور أيمن نور إن معايير الاختيار كان أهمها قدرة المرشح على خوض الانتخابات والفوز بها إضافة إلى قدرة المرشح على تمثيل الحزب في البرلمان والحفاظ على خط الحزب وتوجهاته, كما يراعى قدرة المرشح على خدمة أبناء دائرته التى اختارته لتمثيلها في مجلس الشعب. وقال نائب رئيس حزب الغد السفير ناجى الغطريفى أن الجبهة التى قامت حاليا وتضم أحزاب المعارضة ليس لها الأساس الواجب أن يخرج عن أحزاب المعارضة لان الاتفاق ليس هو الاتفاق الذى كان يجب أن يصدر عن أحزاب المعارضة بل توقع الكثير من المراقبين عدم نجاحه إلا أننا نتمنى له النجاح حتى تحصل المعارضة على تمثيل معقول في مجلس الشعب. من جانبه.. أكد وائل نوارة سكرتير عام حزب الغد حرص الحزب على عدم تفتيت أصوات المعارضة الا أنه لن يستطيع الامتناع عن خوض الانتخابات في كافة الدوائر التى بها مرشحو المعارضة إلا التى بها رموز وطنية. وأضاف أن حزب الغد أعلن وقبل قيام أية تحالفات بترحيبه بأى تنسيق أو تحالف مع أحزاب المعارضة أو القوى الوطنية أو الحركات المعارضة.. مشيرا إلى أن الدكتور عزيز صدقى تحدث إلى الدكتور ايمن نور حول انضمام الحزب إلى التحالف المعارض فى الانتخابات البرلمانية ورحب الدكتور أيمن بهذا إلا أنه لم تجر أية اتصالات بعدها بالحزب أو بقياداته. واستبعد سيف محمود أحد قيادات حزب الغد حدوث تزوير فى الانتخابات البرلمانية القادمة لأن القضاة هم المشرفون عليها وقد قاموا من قبل في انتخابات 2000 بالإشراف على الانتخابات بصورة أفرزت نتائج جيدة. وفجر سيف مفاجأة بأن الحزب على استعداد لاستقبال كافة المنشقين عن الحزب وخوضهم الانتخابات على قوائمه, مشيرا إلى جلسة مصالحة كانت منذ يومين جمعت الأطراف المنشقة وعدد من قيادات الحزب إلا أنها لم تصل إلى حد الاتفاق رغم أن الدكتور ايمن نور رحب بعودتهم.