الانتخابات وحدها تحدد من هى الأغلبية ومن هى الأقلية، ولا سبيل غير ذلك فى النظم الديمقراطية. هذا ردى على ما قاله حسين عبدالغنى المتحدث باسم تحالف "الوطنية المصرية" عقب اجتماع ممثلى الأحزاب المدنية ومنهم البرادعى وحمدين صباحى، والدكتور محمد غنيم المنسق العام للتحالف. إذا صار أى حزب هو صاحب الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية المقبلة فسيعد غيره أقلية، أما الاستمرار فى حديث أن هذا أغلبية ولكنها غير منظمة، وذاك أقلية ولكنها وصلت بقوة تنظيمها إلى السلطة، فلن يؤدى لتغيير الموازين على الأرض، وسيظل الفارق شاسعا بين قوى تجيد الكلام فى منابر الإعلام وتكثر من الرغى فى سخافة اختطاف الثورة، وبين أخرى بدأت بالفعل النزول إلى الشارع لكسب الجولة الجديدة. نتمنى أن يكافح الجميع على الأرض وأن يتوقف عن لغة الاستعداء أو الاستقواء بقوى خارجية لمنع الجمعية التأسيسية من صياغة الدستور الجديد، وهو ما نسب تحديدا للدكتور عمرو حمزاوى ولست متأكدا من صحته خصوصا أن عبدالغنى نفى ذلك. لكن على أى حال فالقول بأن الثورة اختطفها الذين يحكمون حاليا انطلاقا من الصناديق، لا يناسب المتوقع من التحالفات التى تم الإعلان عنها مؤخرا. حتى الآن لا نعرف ما سر الهجمة الشرسة التى بدأت منذ أيام على الجمعية التأسيسية والتحريض المستمر ضدها، فلا شيء جديد تغير، ولا هى وضعت نصوصا تخالف ما توافق عليه الجميع، فالمسيحيون والليبراليون يعملون جنبا إلى جنب المحسوبين على التيار الإسلامي، وكل التسريبات التى تناولها الإعلام لتفجير الجمعية تم نفيها! هجمة تتناقض مع تحالفات ترغب فى دخول الانتخابات المرتقبة للحصول على الأغلبية. كيف ستكون هناك انتخابات وهم يتطلعون لتعطيل الدستور والعودة إلى الوراء تحت شعار التمثيل المتوازن لكل الفئات؟! كل الانتخابات التى جرت منذ ثورة 25 يناير أكدت أن التيار الإسلامى يمثل الأغلبية وأن غيرهم مجرد كائنات فضائية لا يشعر بها أحد، حتى وإن صح أن غيرهم يتقرب من الناس بالسكر والزيت فهذا ليس عيبا لأنه يعنى أنهم يعرفون الشارع جيدا ويقدمون خدماتهم المباشرة له، فيما يتلهى غيرهم بتقديم برامج تليفزيونية يحصلون بموجبها على الملايين التى تنتفخ بها حساباتهم. إذا لم تتخل القوى الأخرى عن لغتها الرديئة فلن تفلح تحالفاتها وستظل مجرد كائنات تجيد فقط فى الحوارات وتوزيع الاتهامات وارتداء أثواب البطولة الزائفة. [email protected]